الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

مدريد: اعتقال ناشطين إسبان في الصحراء الغربية «قضية منتهية»
الاربعاء, 01 سبتمبر 2010

مدريد - أ ف ب - أعلن الرجل الثاني في الديبلوماسية الإسبانية أمس أن الحكومة الاسبانية تعتبر قضية الناشطين الإسبان الذين اعتقلتهم الشرطة المغربية في الصحراء الغربية «منتهية»، بعد تلقيها توضيحات كافية من جانب الحكومة المغربية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية خوان بابلو ليغليزيا للإذاعة الإسبانية العامة: «قدمت السلطات المغربية لنا توضيحات وبذلك نعتبر أن القضية منتهية».

وكان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أعرب الاثنين عن «قلقه» بعد توقيف الشرطة المغربية الناشطين الإسبان خلال مشاركتهم في تظاهرة في العيون، كبرى مدن الصحراء، دعماً لاستقلال هذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب إلى أراضيه. وأضاف ليغليزيا أن الإشكال حصل خلال مشاركة الناشطين في تظاهرة «غير قانونية وغير مرخصة».

وندد ناشطون إسبان مؤيدون لانفصال الصحراء الغربية الأحد باستخدام العنف من جانب رجال شرطة مغاربة بلباس مدني خلال توقيفهم في العيون. كما أعلن هؤلاء الناشطون الاثنين بعد عودتهم إلى جزر الكناري، نيتهم التقدم بشكوى أمام القضاء الاسباني بعد خضوعهم لفحوصات طبية في المستشفى. وتابع الديبلوماسي الاسباني في تصريحه: «لا نملك أي عنصر يسمح بالتصديق على رأي الناشطين». وأشار إلى أن «الأمر الأول الذي أقدمت عليه الشرطة المغربية، كان اصطحاب الناشطين الاثنين الأكثر تضرراً إلى المستشفى قبل ذهابهما الى مفوضية الشرطة للإدلاء بشهادتيهما».

وقال: «كل المؤشرات تدل إلى أن الإشكالات حصلت خلال التظاهرة حيث جرى رد فعل من جانب مجموعة مقابلة» للناشطين الاسبان. ويستمر النزاع حول الصحراء الغربية بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) التي تطالب باستقلالها، والمغرب الذي ضم هذه المنطقة عام 1975 ويعرض منحها حكماً ذاتياً موسعاً. وفي الصورة الناشطة كارمن روجر تتحدث عن ملابسات حادث العيون. (ا ف ب)

الأبعاد الإستراتيجية للتدخل الجزائري في قضية الصحراء المغربية

الأبعاد الإستراتيجية للتدخل الجزائري في قضية الصحراء المغربية

دكتور مولاي الحسن تمازي



مقدمة :

شكلت قضية الصحراء المغربية، قمة التشتت والتجزئة في منطقة المغرب الغربي ، وبالتالي أبانت عن مستوى المنطق الرافض لكل عمل وحدوي من شأنه خلق تكتل إقليمي قادر على الوقوف الند للند أمام التكتلات الإقليمية الأخرى، ومجابهة كل التحديات الخارجية.

فمنذ حصوله على استقلاله ، ما فتئ المغرب ينادي بضرورة استكماله لوحدته الترابية ، على اعتبار أن حدوده الجغرافية غاصة في أعماق التاريخ القديم ، الكامن في أذهان جميع المغاربة .

غير أن الجزائر وقفت في وجه كل المبادرات المغربية التي ترمي إلى إيجاد حل عقلاني وصائب لفض هذا النزاع المفتعل ، والذي يعتبر من مخلفات الاستعمار ؛بل أكثر من ذلك ، سخرت كل إمكانياتها المادية والمعنوية لحشد التأييد الإفريقي والدولي ، ورفض كل التسويات الأممية ، وخرق كل المواثيق الدولية ، سيما مقتضيات القانون الدولي الإنساني ، والقانون الدولي لحقوق الإنسان .فلماذا هذا التحامل الجائر والموقف الغريب الذي تتخذه الجزائر تجاه المغرب؟

يبدو أنه لفهم واستيعاب الأبعاد الإستراتيجية للتدخل الجزائري في قضية الصحراء المغربية وضع العلاقات الثنائية للبلدين في سياقها التاريخي الطويل ،سواء في مرحلة ما قبل الاستعمار الأوروبي الذي تأرجحت فيه هذه العلاقة مابين الوحدة السياسية {بشكل نسبي في عهد الدولة المرابطية وبشكل قطعي في عهد الدولة الموحدية } والتمزق السياسي { في عهد الدولة المرينية وما بعدها ...إلخ } أو في مرحلة الاستعمار الأوروبي الذي ساهم في تكريس تقسيم استعماري غير منصف .

إن اعتمادنا على هذه المنهجية التأريخية ، سيمكننا من :

أولا : الاطلاع على الدور الريادي الذي لعبه المغرب في علاقته مع الجزائر ، سواء على مستوى الجهود المبذولة لخلق تنسيق وتوجه وحدوي لمجابهة التحديات والغزوات الخارجية وكذا تنشيط التجارة الصحراوية مع بلدان غرب إفريقيا وأوروبا ، وذلك عبر الصحراء المغربية ، أو على مستوى ربط مصيره السياسي الاقتصادي والاجتماعي بمصير جيرانه الجزائريين ، عن طريق تقديم المساعدات المادية أو المعنوية لهم بغية تخليصهم من الاستعمار والتي كانت نتيجتها تعرضه هو نفسه للاستعمار، ولانقلاب الجزائريين عليه في مرحلة الاستقلال



ثانيا : الكشف عن التراكمات السياسية التي جعلت الجزائر دولة مضادة بامتياز للمصالح المغربية ، والتي ساهمت في بلورتها عوامل داخلية تتعلق بطبيعة النظام السياسي الجزائري وهذا ما حتم علينا محاولة تفكيكه لدراسة العناصر المتحكمة في تحديد شكله ومضمونه على اعتبار أن جوهر السياسة الداخلية هو المحدد للسياسة الخارجية . وعوامل دولية تجمع بين اللهفة في كسب كل الامتيازات والتربع على كرسي الزعامة داخل المغرب العربي، ولم لا داخل إفريقيا ، لضمان مكانة متميزة داخل المنتظم الدولي .

ولتسليط الضوء على هذه المعطيات ، قسمنا دراستنا إلى مبحثين :

المبحث الأول : العلاقات المغربية الجزائرية زمن السلم

والحرب

المبحث الثاني : أسباب وأهداف التدخل الجزائري في قضية

الوحدة الترابية للمغرب



************************************************************************************

المبحث الأول :العلاقات المغربية الجزائرية زمن السلم

والحرب

لاشك أن الوحدة الجغرافية التي شاءت الأقدار أن تجمع بين الجارتين المغرب والجزائر،أفرزت عدة مقومات روحية وسوسيولوجية،جمعت بين تشابه مناهج الحياة والعادات والتقاليد،والوحدة على مستوى اللغة،الجنس،اللهجات، الدين،المذهب،والماضي المشترك الذي يزخر بمحطات تاريخية مهمة. نحاول استحضارها للكشف عن طبيعة العلاقة التي تجمع بين المغرب والجزائر، والعوامل المؤثرة في تحديد معالم وأهداف السياسة الخارجية لكلا البلدين تجاه بعضهما البعض ، وذلك عبر مرحلتين تاريخيتين:



الفقرة الأولى : العلاقات المغربية الجزائرية في مرحلة الوحدة

السياسية

لقد أثبت علماء الأثر وجود نفس الجنس البشري في المغرب والجزائر وذلك من خلال العظام الفكية التي تم العثور عليها في موقع بليكا بالجزائر.بحيث استنتج الباحثون على أنها تنتمي إلى العصر الحجري القديم الأسفل، وأنها ترتبط بإنسان الشرق الأقصى { جاوه و بكين }على اعتبار وجود شبه في الأسنان ، وهي نفس الخلاصة التي توصل إليها العلماء من خلال الجماجم التي عثر عليها في محجر سيدي عبد الرحمان بالدار البيضاء و أيضا في نواحي الرباط[1]

أما في العصر الحديث ،فيتفق جل المؤرخين على التواجد الأول للبربر ليس في الجزائر والمغرب فحسب ،بل في جميع بلدان المغرب الكبير.

ويبدو أن تعرض هؤلاء السكان للغزوات الخارجية المتمثلة في الفينيقيين، الرومان، الوندال، والبيزنطيين[2] ،قد ساعد على التحام القبائل المغربية و الجزائرية من أجل الحفاظ على هويتها.ولعل في تأسيس مملكة نوميديا في القسم الأوسط من شمال إفريقيا والممتد من الحدود القرطاجية حتى نهر ملوية ، ومملكة موريطانيا في القسم الشمالي الغربي من المغرب الأقصى،والذي يمتد شرقا من نهر ملوية إلى المحيط الأطلسي ـ ما يثبت ذلك ،بحيث كشفت لنا بعض المصادر التاريخية، عن وجود تحالفات مشتركة بين المملكتين ،خاصة في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، بعد أن قام بوكوس ملك موريطانيا بتزويج ابنته للملك يوغرطة ملك نوميديا.

وعلى الرغم من المناورات الرومانية التي حاولت إثارة الخلاف بين المملكتين ، فقد كانت النهاية لصالح التوافق بين المغاربة والجزائريين ، لمحاربة و إخراج المستعمر الروماني[3] .

ومعنى هذا ، أنهما ظلا ملتحمين، شأنهما في ذلك شأن بقية بلدان المغرب الكبير ضد وجود كل محتل غريب عن المنطقة، ولم يستأنسا إلا مع الفتح الإسلامي.

وكان يجب انتظار مرحلة القرن الحادي عشر ليدشن المغاربة الصحراويين،تأسيس الدولة المرابطية التي كانت تحدها جنوبا بلاد السودان ،معقل مملكة غانة ، وغربا المحيط الأطلسي وشرقا نهر النيجر ، وشمالا سجلماسة[4] . وخلال هذه المرحلة ، كانت الحدود المغربية الجزائرية تمتد من مراكش نحو تلمسان ، وهران والجزء الغربي من المغرب الأوسط حتى مدينة الجزائر.ولولا الضرورة الجيوسياسية ـ التي لم تمكن المرابطين من التوفيق بين خطين سياسيين متباينيين : خط الصعود نحو الشمال لمنع تسرب المد النصراني ليس إلى المغرب فحسب ، بل إلى بقية المناطق الجزائرية والبلدان المغاربية، بعد أن جاز المرابطون إلى الأندلس أربع مرات بقيادة يوسف بن تاشفين [5] ، وخط الهبوط نحو الجنوب بقيادة أبي بكر بن عمر اللمتوني الذي وصل إلى بلاد السودان، وتمكن من نشر وتثبيت الدين الإسلامي بحيث أسلم ثلاثة أرباع سكان إفريقيا الغربية ـ لتمكن المرابطون من توحيد بقية أراضي المغرب الأوسط وسائر البلدان المغاربية.

غير أنه في عصر الدولة الموحدية ، تمكن عبد المومن بن علي الكومي من توحيد المغرب الأقصى مع المغربين الأوسط والأدنى، وضم إليهم بعض المناطق في الغرب الإسلامي، واضعا بذلك حدا لتسلط الأعراب والنورماند والصقليين ...إلخ.وقد كان وادي درعة ووهران هما المحور الإستراتيجي الذي اعتمد عليه عبد المومن لتيسير وصول القوافل المحملة بالذهب ، ومنتجات السودان الغربي.

وتجدر الملاحظة إلى أن الموحدين لعبوا دورا كبيرا في تأمين الطرق الرابطة بين المغرب الكبير وغرب إفريقيا ، وعملوا على حفر عدة أبار في عدة مسالك إفريقية . ويروي لنا أبو عبد الله محمد القسطلاني أنه دخل يوما على الأمير أبي ربيع سليمان الموحدي الذي كان واليا على سجلماسة، فوجد عنده أنطاعا {جلد الثور }عليها رؤوس اللصوص الذين كانوا يقطعون الطريق على القوافل التجارية المارة بين سجلماسة وغانا [6]

ولذلك يقول الأستاذ عبد الله العروي " ...يصح القول، لولا الموحدون لما ذكر المغرب في سجل الأمجاد كقوة مستقلة وفاعلة، وبقيت الدولة المومنية على مر العصور في الذاكرة مثل الشوكة والقوة والوحدة..." [7]

غير أن هذه التجربة سوف لن تستمر لعدة أسباب متعددة ومتشابكة[8] ،ويبدو أن أهم هذه الأسباب ، الخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبه الملك الناصر الموحدي في معركة العقاب ضد الإسبان ، بحيث جند أكثر من نصف مليون من الجنود المغاربة ، الجزائريين، التونسيين ، الليبيين، و حتى الأفارقة لمواجهة القوات الأوروبية التي لم تستطع التقدم للمواجهة ، وذلك بسبب العدد الهائل للقوات الموحدية . وعوض أن يستغل الناصر الموقف ويدخل في طول إسبانيا وعرضها ، فضل عدم التحرك إلا إذا احتلت العقاب ، فكانت الكارثة، وهي الهزيمة القاسية التي تلقاها الموحدون بعد ضعف معنويات الجيش الذي مع طول الانتظار تغير مساره من المجتمع العسكري الخشن إلى المجتمع المدني اللين. وهذا ما أفضى إلى مرحلة التمزقات السياسية بين المغرب والجزائر ، وبقية بلدان المنطقة المغاربية والأندلسية.



الفقرة الثانية : العلاقات المغربية الجزائرية في مرحلة

التمزقات السياسية



لم تكن علاقة المغرب الأقصى بالمغرب الأوسط تسير على نفس الوثيرة زمن حكم المرينيين[9] وبني عبد الواد،بل كانت تتأرجح بين فترات السلم والحرب،على اعتبار أن كل إقليم حاول كسب الزعامة لاسترجاع أمجاد الدولة الموحدية، زيادة على دور بعض ملوك النصارى في نسف كل محاولة للتقارب بين الجاريين .

غير أن هذا لا يمنع من ذكر بعض المحطات التاريخية التي طبعت العلاقة بين البلدين.

ففي 29/04/1337 تمكن السلطان أبو الحسن المريني من الدخول إلى تلمسان بحيث وفدت عليه هناك سفارة عن مقاطعة لانكوضوك بجنوب فرنسا ، وذلك للتوقيع على اتفاقية لصالح ملك ميورقة في 15/04/1339 /[10] . لكن هذا الوضع لم يستمر

وتجدر الملاحظة ، إلى أن بني مرين ظلوا خلال هذه المرحلة، أوفياء للخط الإستراتيجي الذي رسمه خلفاؤهم المرابطون والموحدون على مستوى توطيد علاقتهم مع المماليك الإفريقية في الجنوب. وكانت الصحراء المغربية هي جسر التواصل التجاري بين المغرب وإمبراطورية مالي في عهد منسى موسى ومنسى سليمان ومنسى ماري جاطة

لكن بداية التغلغل البرتغالي والإسباني في السواحل الإفريقية في أواخر الحكم المريني وبداية الحكم الوطاسي [11] ، سيغير مسار هذه العلاقة. ولعل هذا ما شجع الأتراك العثمانيين على الدخول إلى الجزائر، وذلك أمام الضعف السياسي والإقتصادي للمخزن ، وطغيان الروح الصليبية التي لم تنس من مخيلتها هزائم الزلاقة في عهد المربطين، والأرك في عهد الموحدين . وبدت الأطماع التركية تخطط للاتجاه نحو المناطق الصحراوية المغربية ، ومنها إلى بلدان إفريقيا الغربية. غير أن ظهور الدولة السعدية التي مزجت في حكمها بين الانتماء للبيت النبوي ، والفكر التصوفي الذي خلق تآلفا بين الناس حول مقاومة المحتل بكل الوسائل أعطت درسا كبيرا للعثمانيين ،من خلال الهزيمة القاسية التي ألحقها السعديون بالأوروبيين في معركة وادي المخازن

ونتيجة لذلك ، وجد أحمد المنصور الذهبي الأرضية خصبة للدخول إلى المماليك الإفريقية في منطقة تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى خليج غينيا ؛ بل أكثر من ذلك وجدنا حتى بلاد الكانم والبورنو المسلمة في بحيرة تشاد الحالية تقدم البيعة للمغرب[12] .

هكذا تمكن هذا الأخير من تحصين نفسه من الاحتلال العثماني و أخر الاستعمار الأوروبي إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين .

أما في الجزائر فلم يخرج العثمانيون من البلاد، إلا بعد أن سلموا مفاتيحها للمستعمر الفرنسي في سنة 1830

وأمام هذا الوضع الاستعماري الجائر الذي بدأت تعيشه الجزائر ، اختار المغرب أن يظل وفيا للروابط التاريخية وللمقومات السوسيولوجية التي نسجها مع الجيران عبر التاريخ ، بحيث لم تمض سوى تسعة عشر يوما على دخول قوات دوبورمون إلى سيدي فرج بالجزائر حتى بادر السلطان المولى عبد الرحمان بالكتابة إلى عامله بتطوان جاء فيها :

"وبعد ، وصلنا كتابك صحبة ابن عليل ،على شأن الواقعة التي ساءت الإسلام ، وأدمت أهل التقوى والدين من استيلاء عدو الله الفرنصيص علي ثغر الجزائر ، واحتوائه على ما وجد من الأموال والذخائر ، بعد ما شرط عليهم ما شرط ورضاه بالدنية التي ما مثلها سلف ولا فرط. إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجر المسلمين في هذه المصيبة ، واجعل رد هذا الثغر لهم قضاء سابقا ، وحكما ، وامض العدو الكافر بريقه ، وعجل بهلاك فريقه ، وجبر صدع الإسلام بجاه النبي عليه السلام."[13]

هكذا وجد الجزائريون في المساندة المغربية متنفسا كبيرا بعد استسلام العثمانيين ورضوخهم للمستعمر الفرنسي. يتجلى هذا من خلال ما قام به سكان تلمسان من بعث وفد إلى مكناس لطلب الدخول تحت الطاعة المغربية عن طريق تقديم البيعة والولاء للسلطان المولى عبد الرحمان . وهو نفس العمل الذي ستقوم به قبائل جزائرية أخرى كأولاد رياح ، أولاد السيد مجاهد ، وأهل معسكر، وذلك بعد أن عين السلطان المغربي علي بن سليمان واليا على تلمسان .

ولذلك ، فرضت علاقة البيعة والولاء التي أصبحت تربط رسميا الجزائر بالمغرب ،تقديم يد المساعدة من الجانب المغربي سواء على المستويين المادي { أسلحة ، عتاد ، جنود ...إلخ } أو المعنوي {تقديم فتاوى، مراسلات تتضمن تشجيعات لمواصلة الدفاع عن البلاد ...إلخ }[14]

غير أن هذه المساندة المغربية للجزائر، ستكون عواقبها وخيمة على المستقبل السياسي الاقتصادي والاجتماعي للمغرب ، بحيث إن هزيمته في معركة إسلي ، شجعت الفرنسيين على التطاول على السيادة المغربية ،سيما بعد التوقيع على اتفاقية للامغنية في سنة 1845 والتي تمكن بمقتضاها الفرنسيون من اقتطاع أجزاء عديدة من التراب المغربي ، سواء في شرقه أو في جنوبه وضمها إلى الجزائر الفرنسية ، إلى درجة أن بعض القبائل المغربية كانت تقسم الى شطرين كقبائل أولاد سيدي الشيخ التي قسمت إلى أولاد سيدي الشيخ غرابة أي التابعة للمغرب وأولاد سيدي الشيخ الشراقة التابعة للجزائر المستعمرة[15]

هكذا كرس الاستعمار الفرنسي النعرة الإقليمية بين الطرفين المغربي والجزائري ، والتي كانت لها نتائج سلبية في مرحلة الاستقلال . بحيث رفض الجزائريون العودة إلى الحدود الأولى التي كانت مرسومة بين الطرفين قبل دخول المستعمر الفرنسي ، والمعترف بها بمقتضى معاهدة طنجة لسنة 1844 والتي تعتبر ضمنيا وادي تافنا حدا فاصلا بين المغرب والجزائر منذ خضوع هذه الأخيرة للحكم العثماني .

فما هي الأسباب الحقيقية والخلفيات السياسية والاقتصادية التي دفعت بالجزائر إلى افتعال مشكلة الحدود مع المغرب ، ووضع كل العراقيل التي تحول دون استكماله لوحدته الترابية ؟



المبحث الثاني : أسباب وأهداف التدخل الجزائري في قضية

الوحدة الترابية للمغرب



لقد ظل المغرب الذي حصل استقلاله ، وفيا لتقديم دعمه المادي والمعنوي للجارة الجزائر،قصد إخراجها من براثين الاستعمار الفرنسي . وفي هذا الإطار، بادرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بنشر بلاغ في 2 مارس 1958، جاء في بعض مقتطفات منه، بأنها قامت " بتحليل الحالة في الشمال الإفريقي على إثر حوادث جنوب المغرب وساقية سيدي يوسف ، وأمام استمرار الحرب بالجزائر ، والتطورات التي طرأت على الحالة الدولية ... وتعلن اللجنة التنفيذية عن احتجاجها ضد خلق منطقة تدعى الآن ب " منطقة الموت " في التراب الجزائري ، وعلى طول الحدود التونسية ، يطرد منها السكان الجزائريون طردا ، وتؤيد اللجنة التنفيذية كل التأييد الشقيقة تونس، فيما تبدله من مساع في المجال الدولي لإيقاف تنفيذ هذا التدبير الجائر المنافي للإنسانية ... وتندد اللجنة بالعدوان المشترك الذي شنه الاستعماران العسكريان الفرنسي والإسباني، اللذان يمعنان في القنبلة والمطاردة والتقتيل لسكان الصحراء المدنيين الذين يكافحون في سبيل تحررهم ... "[16]

ونتيجة لذلك ، سيوجه حزب الاستقلال الدعوة لجبهة التحرير الجزائرية ، ولحزب الدستور الجديد في تونس لعقد مؤتمر طنجة في 27 / 04 / 1958

وفعلا ، فإن هذا المؤتمر ساعد الجزائر على الإسراع بتأسيس جهاز شرعي ناطق باسم الشعب الجزائري ؛ أي تأسيس حكومة جزائرية مؤقتة ، ستمكن الجزائريين من الدفاع عن قضية بلادهم في المحافل الدولية ، وإعادة الاستقلال إليها

غير أن تمكن هذه الأخيرة من الحصول على حريتها ، سيقلب موازين القوى لصالح المصالح القطرية ، بدل خدمة مصلحة البلدين



الفقرة الأولى : أسباب التدخل الجزائري في قضية الوحدة الوطنية المغربية

إن أول مشكلة برزت بين المغرب والجزائر بعد حصولها على استقلالها ، هي مشكلة الحدود التي ستؤدي إلى اندلاع حرب الرمال سنة 1963 . بحيث إن الجزائر تشبتت بالحدود التي رسمها المستعمر الفرنسي ، متنكرة بذلك للاتفاقية التي أبرمتها الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة فرحات عباس مع المغرب في 06/07/1961 والتي جاء فيها " وفاء لروح مؤتمر طنجة المنعقد في شهر أبريل 1958 ، ونظرا لتعلقها المتين بميثاق الدار البيضاء ، والقرارات المتخذة من قبله ، تقرر الحكومتان السعي لبناء المغرب العربي على أساس المشاركة الأخوية في المجال السياسي والاقتصادي ، وتؤكد حكومة صاحب الجلالة ملك المغرب ، مساندتها غير المشروطة للشعب الجزائري في كفاحه من أجلا الاستقلال والوحدة الوطنية ، وتعلن عن دعمها بدون تحفظ للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مفاوضاتها مع فرنسا على أساس احترام وحدة التراب الجزائري ، وستعارض حكومة صاحب الجلالة ملك المغرب بكل الوسائل المحاولات الرامية إلى تقسيم أو تفويت التراب الجزائري . وتعترف الحكومة المؤقتة من جانبها ، بأن المشكل الترابي الناشئ عن تخطيط الحدود المفروضة تعسفا فيما بين القطرين ، سيجد حلا له في المفاوضات بين الحكومة المغربية وحكومة الجزائر المستقلة . ولهذا الغرض ، تقرر الحكومتان إنشاء لجنة جزائرية مغربية في أقرب أجل لبدء دراسة المشكل وحله ضمن روح الإخاء والوحدة

المغربية "[17]

إن هذا التنكر يجد هذا تبريره :

أولا: في الأهمية الاقتصادية للأراضي المتاخمة في منطقة تندوف ، سيما بعد أن تأكد وجود خام الحديد فيها . ويبدو هذا من خلال التقرير الذي أعطته إحدى الشركات الفرنسية المكلفة بدراسة استغلال الحديد في المنطقة ، والذي مفاده أن نسبة خام الحديد في المنطقة يبلغ 75 % .وأن هذا الإنتاج إذا أضيف إلى إنتاج موريتانيا سيمثل نسبة 50 % من احتياجات السوق الأوروبية المشتركة[18]

وثانيا : في طبيعة عقلية وتكوين الفاعلين في النظام الجزائري، بحيث ساعد التحاق بعض الضباط الجزائريين الفارين من الخدمة العسكرية الفرنسية ، أو لربما المبعوثين إلى الجزائر والمتشبعين بدروس وافرة من طرف مستعمر الأمس ، على تكريس سياسة الهيمنة وإستراتيجية التوسع الاستعماري،ورسم معالم التوجه الاقتصادي والسياسي للبلاد،والذي اضطر فيه الجزائريون إلى الابتعاد عن النهج اللبرالي ، وتفضيل التوجه الاشتراكي .

ولعل السبب في ذلك يعود إلى الرغبة في البحث عن أسلوب يضمن خلق توجه وحدوي بين الاتجاهات المتصارعة داخل جبهة التحرير الحزب الحاكم[19]

وفعلا، فإنه خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي كانت هناك عدة اتجاهات سياسية لحركة التحرر الوطني في الجزائر . نشير إلى طبيعة تصوراتها المتضاربة لفهم العوامل المتحكمة في طبيعة النظام السياسي الجزائري والمحددة لسياسته الخارجية .



أ ـ الاتجاه اليميني : كان يضم نخبة من الشباب الجزائري الذي ارتوى من الثقافة الغربية، وخاض بعض عناصره تجربة الحرب في صفوف الجنود الفرنسيين ، كالأمير خالد بن محي الدين ،حفيد الأمير عبد القادر الجزائري، والذي أنشأ هيئة سياسية تحت اسم "وحدة النواب الجزائريين " كرست جهدها للمطالبة بتحقيق المساواة بين الجزائريين والفرنسيين والعمل على إلغاء القوانين الاستثنائية ، والسماح للجزائريين بالدخول إلى مجلس النواب الفرنسي[20] .

غير أن هذا الاتجاه سرعان ما سيتطور إلى فكرة إدماج الشعب الجزائري في السيادة الفرنسية ؛ بمعنى ذوبان الجزائر اجتماعيا ،ثقافيا وسياسيا في فرنسا . وهو ما عبر عنه الصيدلي فرحات عباس في جريدة الوفاق سنة 1936 عندما قال "لو اكتشفت الأمة الجزائرية لكنت وطنيا ، وما احمر وجهي من ذلك كما أحمر من جريمة ...على أنني لن أموت من أجل الوطن الجزائري ، لأن هذا الوطن لا وجود له... "[21]

غير أن هذه التجربة ستنتهي بالفشل ، نظرا لرفض الجزائريين والفرنسيين لها كل حسب تفسيراته لسياسة الإدماج . فالفرنسيون رأوا أنه لا يعقل أن يتم إدماج الأغلبية الجزائرية في الأقلية الفرنسية ، لأن هذا سيقلب الموازين ، ويجعل هؤلاء يفقدون السيطرة والنفوذ أمام الجماهير الجزائرية العريضة. أما الجزائريون ، فقد رفضوا فكرة الإدماج لأنها في نظرهم بمثابة تخلي منهم عن الدين وعن القومية.

هكذا سيبتعد هذا الاتجاه عن فكرة التطرف ، والارتماء في أحضان سيادة المستعمر، ليتحول إلى فكرة أكثر اعتدالا ابتداء من منتصف الحرب العالمية الثانية ، والتي ستستمر إلى سنة 1954 ، وذلك في إطار " الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري " والذي سيدعو إلى فكرة الارتباط بفرنسا في إطار إتحاد فدرالي، وإلى الثورة بالقانون ، والتحرر والإتحاد .



ب ـالاتجاه اليساري : ظهر بعد الحرب العالمية الثانية في شكل جمعية نجم شمال إفريقيا

التي ضمت مجموعة من العمال المهاجرين من شمال إفريقيا إلى فرنسا . ويعتبر مصالي الحاج هو مؤسس هذه الحركة التي بدأت في نشاطها سنة 1926 ،بحيث كانت مهمتها تتلخص في الدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية لعمال شمال إفريقيا العاملين بفرنسا والعمل على توعيتهم ، وتثقيفهم ، وإشعارهم بأهمية انتمائهم إلى القومية العربية الإسلامية، وبضرورة الدفاع عن استقلال بلادهم ، وبلدان شمال إفريقيا [22]. وقد ربطت هذه الجمعية بين فكرة التحرر السياسي والإصلاح الاجتماعي.

غير مضايقات السلطات الفرنسية ، سيجعل هذه الجمعية تعمل في السرية، وتغير اسمها بين الفينة والأخرى إلى الإتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا سنة 1934 ، ثم إلى حزب الشعب الجزائري سنة 1937[23] .



ج ـ الاتجاه الإصلاحي الديني : بدأ في شكل نادي للترقي ، أطلق عليه " نادي الترقي " . أسسه بعض العلماء لأغراض ثقافية محضة ، كان الهدف منه بعث التراث الإسلامي .

إلا أنه في مطلع الثلاثينات ، سيتحول هذا النادي إلى جمعية أطلق عليها اسم " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " . وقد كانت هذه الحركة سلفية إصلاحية في طبيعتها ،استمدت مبادئها من سلفية المشرق الداعية إلى الرجوع إلى السلف الصالح والتمسك بالعروة الوثقى . مثل هذا الاتجاه محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد بن باديس .

ونظرا للسياسة الاستعمارية الجائرة ، فقد عملت هذه الجمعية على خوض غمار السياسة . وكان عليها أن تعمل في واجهتين لمجابهة الاستعمار : أولا ضد الطرق الصوفية التي اتهمتها بنشر البدع والخرافات، والتواطؤ مع المستعمر ، وثانيا ضد دعاة الإدماج الذين أرادوا القضاء على الكيان الجزائري بإدماجه في فرنسا . وفي هذا المضمار كتب الشيخ أحمد بن باديس مقالا في مجلة الشهاب سنة 1936 ردا على مقال فرحات عباس الذي نقلنا جزءا منه أعلاه " إننا نرى الأمة الجزائرية موجودة ومتكونة على مثال ما تكونت به سائر أمم الأرض ، وهي لا تزال حية ، ولم تزل . ولهذه الأمة تاريخها اللامع ، ووحدتها الدينية واللغوية، ولها ثقافتها ، وتقاليدها الحسنة والقيمة، مثل سائر أمم الدنيا .وهذه الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا ، ولا تريد أن تصبح هي فرنسا ، ومن المستحيل أن تصبح هي فرنسا ولو جنسوها .[24]

إن هذه الاتجاهات الثلاث المتصارعة ، هي التي سيتم اختزالها قبيل استقلال الجزائر في جبهة التحرير كحزب وحيد ، لتبرز الصراعات فيما بينها من جديد مع حصول البلاد على حريتها . خاصة بعد بروز تيارات سياسية أخرى كالحزب الشيوعي الجزائري ومناصرو التسيير الذاتي ذوو التكوين الماركسي. بالإضافة إلى بعض المنظمات الجماهيرية الأخرى كالإتحاد العام للشغيلة الجزائريين ، والإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ، وشبيبة جبهة التحرير الوطني[25] . ولذلك وجدت الجزائر نفسها تتخبط في أزمة سياسية خانقة، استغلها الضباط الجزائريون العائدون من فرنسا ليحددوا معالم السياسة الخارجية ، مستفيدين من الأزمة التي اندلعت بين قيادة الأركان والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ، والتي

ستمكنهم من السيطرة على القطاعات الإستراتيجية ، خاصة داخل وزارة الدفاع والدرك الوطني التي وقعت تحت إشرافهم كليا منذ سنة 1962 . ومنذ هذا التاريخ أصبح الجهاز العسكري ، هو المسير لدواليب الحكم داخل النظام السياسي الجزائري وهو المحدد والمتحكم في السياسة الخارجية للجزائر خاصة تجاه المغرب .

فما هي الأهداف الحقيقية المتوخاة من تدخل الجزائر وافتعالها لقضية الصحراء المغربية ؟



الفقرة الثانية : موقع قضية الصحراء المغربية في النظام السياسي الجزائري



إن التربية العسكرية التي تلقاها الضباط الجزائريون في فرنسا ، مكنتهم من توظيفها داخليا على مستوى تسيير دواليب الحكم ، وخارجيا على مستوى النيل من الوحدة الترابية المغربية وفق ما تمليه المصالح الإستراتيجية الجزائرية .

ولذلك لم يكن هدف النظام الجزائري في بداية الأمر من التدخل في الشأن المغربي ، سوى تصفية حسابات هزيمة حرب الرمال ، وجر المغرب للتوقيع على اتفاقية تضمن بمقتضاها حدودا موروثة عن مستعمر الأمس .

وفعلا، فإنه بعد التوقيع على معاهدة الحدود في سنة 1972 ، وتنازل المغرب عن أراضيه المتنازع عليها ، كانت تصريحات الجزائريين لا تنم عن أية نية ظاهرة للتدخل في قضية الصحراء المغربية ، بل على العكس من ذلك ، عبر قادتها السياسيون عن تأييدهم للحقوق المغربية ليس في الصحراء فحسب بل كذلك في سبتة ومليلية وكل المناطق الخاضعة للاستعمار الإسباني . وهذا ما صرح به الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد بالرباط في أكتوبر 1974[26]

غير أن صدور الرأي الاستشاري لدى محكمة العدل الدولية في 16/10/1975 ، والذي أكد على الروابط التاريخية والقانونية التي تجمع المغرب بصحرائه ، زيادة على حدث المسيرة الخضراء ، والتوقيع على اتفاقية مدريد في 14/11/1975 التي تم بمقتضاها تصفية الاستعمار بالصحراء ـ جعل الجزائر تشعر بخيبة الأمل . ذلك لأن توصل المغرب إلى استكمال وحدته الترابية، يعني بالنسبة إليهم انتقال المغرب من مجرد حليف تاريخي للقوى الكبرى إلى حليف إستراتيجي وخزان مهم للبترول .

ولذلك ، صعد الضباط الجزائريون الذين ارتقوا إلى جنرالات من معاداتهم للمغرب ، وقد ساعدهم على ذلك انتقال سلطة القرارإليهم بشكل سريع في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، سيما بعد أن تم عزل الرئيس الجزائري الشادلي بن جديد عن حزب جبهة التحرير ، وعن رئاسة الحكومة وأيضا عن المجلس الوطني وقيادة الجيش[27] .

وأمام ضعف تكوينهم السياسي ،خاصة بعد إخفاقهم في أول انتخابات تشريعية تعددية التي تمت في 16/11/1991 والتي تم إلغاؤها لتضرب الديمقراطية عرض الحائط ، وجد هؤلاء الجنرالات أنفسهم أمام وضع سياسي ، اقتصادي واجتماعي جد مرعب .

وعوض أن يتم البحث عن حلول عقلانية من شأنها دخ دم جديد في النظام السياسي الجزائري ، وجعله نظاما يحظى بقبول الشعب الجزائري ، واحترام الجيران المغاربة وكل شعوب دول العالم ـ عمل الجنرالات الجزائريون على تصفية كل من يتعاطف مع جبهة الإنقاذ الجزائري ، انطلاقا من ضباط الجيش الشباب الذين تمت إحالة أغلبيتهم على التقاعد المبكر ؛ بل إن حتى الرئيس الجزائري محمد بوضياف ـ الذي حاول إيجاد حل سياسي للأزمة الجزائرية عن طريق تخليق الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، والقضاء على الفساد وإعادة زرع الروح في العلاقات المغربية الجزائرية ـ تم اغتياله في سنة 1992 بأمر من الجنرالات الجزائريين الذين عينوه كرئيس للدولة ، على اعتبار أنه لم ينفذ أوامرهم التوسعية وعاكس عداءهم للمغرب ، وهذا بشهادة الدكتور عبد الحميد براهيمي ، الضابط السابق في جيش التحرير الوطني الجزائري من سنة 1956 إلى سنة 1962 ورئيس الوزراء من سنة 1984 إلى سنة 1988.[28]

ولصرف أنظار عامة الشعب الجزائري عن المشاكل الحقيقية التي تتخبط فيها بلادهم سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي ، عمل النظام الجزائري على الزيادة في تقديم الدعم المالي واللوجستيكي للبوليساريو التي كانت من صنيعته ، وعلى حشد تأييد بعض الدول الإفريقية التي إما ورث أغلبيتها حدودا مصطنعة عن مستعمر الأمس، أو أن الفقر المدقع دفع ببعضها إلى بيع الضمير بأموال جد مغرية ؛ بل أكثر من ذلك حاولت الجزائر استقطاب بعض الدول الأوروبية لتقديم تحفظات على اتفاقية الصيد البحري التي أبرمها المغرب مع الإتحاد الأوروبي ، وذلك تحت ذريعة أن الصحراء المغربية تبقى منطقة متنازع عليها.

وعوض أن يتم توظيف الأموال في مشاريع تنموية ، من شأنها القضاء على البطالة ، وخلق تصالح حقيقي مع الجماهير الشعبية ، وفسح المجال لديمقراطية حقيقية، تم إبرام صفقات مع العديد من الدول الكبرى لشراء الأسلحة ،المعدات الحربية والطائرات، وذلك لتنفيذ طموحاتهم التوسعية ، واستعراض العضلات أمام المغرب ، بغية ضمان منفذ في المحيط الأطلسي ، لتيسير تصريف السلع والمنتجات وخلق فضاء لتبادل تجاري مريح غير مكلف مع الغرب

هكذا يريد النظام الجزائري سحب الثقل التاريخي للمغرب،ولدوره الإستراتيجي ليس داخل المغرب العربي فحسب، بل في إفريقيا وأوروبا . فتوفرا لمنطقة الصحراوية على خزانات مهمة من البترول ، من شأنه إرباك حسابات الجزائريين على مستوى تباهيهم بامتلاك الغاز الطبيعي كورقة وحيدة تكسب بها عطف ورضى القوى الكبرى سيما الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغ حجم المبادلات التجارية معها 12 مليار دولار في سنة 2005

ولذلك ، فإن تمكن المغرب من إيجاد حل لمشكلة صحراءه ، سيعرض الجزائر للتهميش ، وسيفقدها أمل الحصول على كرسي الزعامة داخل المغرب الكبير . وهذا ما سبق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن صرح به في إحدى خطبه "... لا مغرب عربي بدون الجزائر ...".

ونتيجة لذلك ، ما فتئت الجزائر تضع كل العراقيل في وجه أي تسوية أممية . فقد شجعت البوليساريو على التشبث بحق تقرير المصير دون أن تستوعب مدلوله ، ولا المجال الذي يطبق فيه . ويبدو أن هذه الفكرة تعلمها الجنرالات الجزائريون من الرئيس الفرنسي الجنرال شارل دوغول عندما عرض على القادة الجزائريين ثلاث خيارات لتسوية مشكلة استعمار الجزائر :

إما الانفصال عن فرنسا ، وهذا لا يسري على الجزائر كلها ، وإنما يستثني الصحراء الجزائرية التي قال عنها دوغول " سوف تتخذ جميع التدابير لكي نضمن في جميع الحالات استثمار البترول الصحراوي ، ونقله وشحنه في الموانئ ..."[29] ،

وإما جعل الجزائر فرنسية ، وهذا حسب وجهة نظره لا يتضمن أية مشكلة ،

أو حكم الجزائريين من طرف الجزائريين ، اعتمادا على مساعدة فرنسا عن طريق الإتحاد الوثيق معها . وهذا الاحتمال يشترط أن يكون النظام الداخلي الجزائري من نوع فدرالي

ومما يدل أيضا على ضعف التكوين السياسي لدى القادة الجزائريين ، وتغليبهم للهاجس التوسعي على حساب التسوية الأممية ، تقديم مقترح التقسيم من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 02/11/2001 لجيمس بيكر بمدينة هيوستن[30]

ومعنى هذا ، أن هدف الجزائر ليس هو ضمان حقوق الصحراويين ، وإنما تجزئة هذه الحقوق ، ضاربة عرض الحائط التماسك القبلي والمقومات الروحية والدينية التي تجمع الصحراويين مع بعضهم البعض وبارتباطهم مع وطنهم الأم المغرب.





خاتمة :

عندما تم التوقيع على معاهدة إتحاد المغرب العربي بمراكش في 17/02/1989، تفائل الجميع بأن مشكلة الصحراء المغربية لم تعد عائقا أمام وحدة البلدان المغاربية . ولعل هذا ما دفع بالملك الحسن الثاني رحمه الله إلى القول،عندما طرح عليه مدير جريدة السياسة الكويتية ، سؤالا يتعلق فيما إذا كان القادة السياسيون قد توصلوا إلى إيجاد حل لمشكلة الصحراء المغربية ؟[31] ـ بأن " ... القضية التي ذكرتم ، ليس لها أي تأثير على قضية المغرب العربي ، لأن آمالنا وأحلامنا في توحيد المغرب العربي الكبير ، سبقت بأجيال وأجيال هذا الحدث الطارئ ، المتطفل على التاريخ ، هذا الحدث الذي أسميه ذبابا يتطفل على أسد التاريخ ، أسد المغرب العربي الكبير"[32]

إن هذه القناعة التي صدرت من رئيس دولة ، تجد تبريرها أولا، في كون أن انعقاد مؤتمر إتحاد المغرب العربي في مدينة مراكش لم يكن اعتباطا، وإنما كان تيمننا بعاصمة الدولتين المغربيتين المرابطية والموحدية على الخصوص، والتي تحققت فيها فعليا وحدة المغرب الكبير، وكانت الصحراء مرتبطة دائما بالمغرب . وثانيا لأن الفقرة الأولى من المادة الخامسة عشر من معاهدة إتحاد المغرب العربي جاء فيها " تتعهد الدول الأعضاء بعدم السماح بأي نشاط أو تنظيم فوق ترابها يمس أمن أو حرمة تراب أي منها أو نظامها

السياسي ..."[33]. ومعنى هذا أن السماح للبوليساريو بمزاولة أنشطتهم المعادية للمغرب في تندوف يعتبر خرقا واضحا لهذه الفقرة، ما عدا إذا كانت الجزائر تعترف بمغربية هذه الأرض. ولذلك كان المنطق يفرض أن تضع الجزائر مستقبلا حدا لهذه المناوشات المعادية للوحدة الترابية للمغرب .

غير أن شيئا من هذا لم يحدث ، وظل حلم المغرب الكبير الموحد مجرد حبر على الورق ،و ذلك بسبب تعنت القادة العسكريين الجزائريين الذين فضلوا المصالح القطرية الضيقة على المصالح المغاربية الواسعة الآفاق .متدخلين بشكل سافر في قضية الوحدة الترابية المغربية .

فكيف يعقل أن الدول الأوروبية التي لا تتوفر على أي مقومات للوحدة ، بحيث ليس لها لغة موحدة ولا دين موحد ولا تشابه في مناهج الحياة ...إلخ ، ومع ذلك استطاعت تبديد كل الخلافات السياسية فيما بينها لمصلحة الكل في إطار الوطن الأم الإتحاد الأوروبي .

ولذلك ، يجب على إخواننا الصحراويين المغتر بهم ، أو المجبرين على ذلك ، أن يعلموا أن ما تقوم به الجزائر في تندوف ، الأرض المغربية الأصل، ليس لمصلحتهم أو حبا مجانيا لهم وإنما هناك أهداف وخلفيات ، قد يكونوا هم ضحيتها في يوم من الأيام لأنه كما يقول دزرائيلي "ليست هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، بل هناك مصلحة دائمة " فلا يجب أن يحلموا أنهم سيؤسسون المدينة الفاضلة التي كثير ما حلم بها الفلاسفة دون أن تتحقق على أرض الواقع . فلا شيء ينتظر من نظام عسكري ليس فيه أي هامش أو مساحة للحرية ، ويكفي للمرء أن يعاين ما يحدث في مخيمات البوليساريو من تجاوزات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، تحدثت عنها الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية. بل ما يحدث أيضا داخل الجزائر نفسها .

حقيقة ، إن مسألة الديمقراطية في المغرب مازالت تعاني من نواقص وهفوات وأحيانا انتهاكات لحقوق الإنسان وتغييب للمساواة ،ولكن هذا المشكل لا ينبغي أن يؤدي بالمرء إلى الانسلاخ والتجرد من هويته وانتماءه إلى الوطن الأم ، فكلنا مغاربة ، وكلنا نناضل من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل . والفرق بيننا وبين إخواننا الصحراويين المغتر بهم هو أننا فضلنا النضال داخل المغرب لا خارجه . ومن ثمة حافظنا على هويتنا وكرامتنا لكي لا تعبث بها الأيادي القذرة .

فلا نعتقد أن الصحراوي الحر ينسى ماضيه وموطنه الأصلي الذي تربى فيه وعلاقته المتميزة عبر التاريخ . كما أننا لا نعتقد أن الجزائريين الأحرار ينكرون حق المغرب في صحرائه . ويكفي أن نذكر بعض تصريحات الجزائرية المساندة للحق المغربي ،كالرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة ، والسيدة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري والتي سبق لها أن ترشحت لرئاسة الجمهورية ، وعباسي مدني الرجل الأول في جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية ،والذي عبر عن موقفه المساند لحقوق المغرب في صحراءه في كثير من المناسبات ولدى العديد من وسائل الإعلام .وكذلك علي بلحاج الرجل الثاني في نفس الحزب المحظور والذي أدلى باستجواب مؤخرا لدى جريدة المساء . قال في مقتطف منه "يوجد اليوم صراع في الصحراء الغربية .ولكن إذا واصلنا السير بنفس النمط ستخرج غدا حركات أخرى تطالب بدول بربرية في الجزائر والمغرب .إننا نريد مغربا عربيا موحدا ...إنه داخل مغرب عربي حر لا يجب أن توجد دولة صحراوية "[34]

فإلى متى سنظل نعاني واقع التجزئة والتشرذم داخل هذه المنطقة المغاربية ، بل داخل الأمة الإسلامية أيضا ؟ من المستفيد من هذا الوضع ؟ لماذا سبقنا الغرب وحصن نفسه من هذه المنزلقات وبدأ في الحرب الإستباقية ؟

إنها أسئلة عديدة ، تتطلب منا التعامل معها بفكر ثاقب وعميق ، والإجابة عنها بحكمة وتبصر وموضوعية .

فعلى إخواننا الجزائريين ، أن يعووا بأنه حان الوقت للتراجع عن مواقفهم المتصلبة،والتي لن تجلب للأجيال القادمة سوى الحقد والكراهية ، وإنكار الهوية المغاربية . فمن مصلحتهم ، أن ينسقوا مع حليفهم التاريخي المغرب، الذي عاشوا معه المر والحلو عبر صيرورة تاريخية ، تعاون فيها الإثنان بخطى ثابتة ضد الإستعمار الغاشم، لكي يعيش الطرفان في أمن واطمئنان

ويدشنا من جديد زمن الوحدة الفعلية التي عاشها أجدادنا في مراحل تاريخية كانت فيها أوروبا تضرب ألف حساب للقوة المغاربية.و هي المرحلة التي أبان فيها المغاربيون عن تفوقهم في عدة معارك ، كمعركة الزلاقة التي كانت فيها أم الملك القشتالي الفونسو تقبل يد يوسف بن تاشفين لكي لا يؤسر إبنها ويبقي عليه. وأيضا معركة الأرك التي كان فيها يعقوب المنصور الموحدي يبيع الأسير الإسباني للإسبانيين بثمن بخس لايتعدى درهما واحدا[35]

فأين نحن من هذا ؟



*******************************



[1] الناضوري رشيد ـ تاريخ المغرب الكبير ـ الجزء الأول ـ دار النهضة ـ بيروت ـ 1981 ـ ص 60

[2] هناك اختلاف بين الباحثين حول طبيعة التواجد الفينيقي في المنطقة هل يدرج ضمن الاحتلال أم ضمن تطبيع العلاقات مع سكان المنطقة

[3] التازي عبد الهادي ـ الوسيط في التاريخ الدولي للمغرب ـ الجزء الأول ـ مطبعة المعارف الجديدة ـ الطبعة الأولى ـ الرباط ـ 2001 ـ ص 65

[4] نستغرب لإخواننا الصحراويين المغتر بهم الذين تنكروا لدورهم في تأسيس هذه الدولة الصحراوية التي كانت عاصمتها مراكش

[5] خلال هذه المرحلة ،اصطحب يوسف بن تاشفين معه بني غانية، وبعض المغاربة من الجنوب ليطأ أول صحراوي أرض إسبانيا ، بحيث تم تأسيس مملكة بني غانية التابعة للحكم المرابطي

[6] التازي عبد الهادي ـ الوسيط في التاريخ الدولي ـ الجزء الثاني ـ مطبعة المعارف الجديدة ـ الطبعة الأولى ـ الرباط ـ 2001 ـ ص 18

[7] العروي عبد الله ـ مجمل تاريخ المغرب ـ الجزء الثاني ـ المركز الثقافي المغربي ـ الطبعة الأولى ـ الدار البيضاء ـ ص 172 ـ 173

[8] للمزيد من المعلومات ، أنظر ـ تمازي مولاي الحسن ـ الوحدة عبر التاريخ السياسي للمغرب العربي ـ أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي والعلاقات الدولية ـ كلية العلوم القانونية ، الاقتصادية والاجتماعية ـ الدار البيضاء ـ 1999

[9] ينحدر بنو مرين من أنبل فروع زناتة الصحراويين ، كانوا يتنقلون بين غدامس في ليبيا وفكيك بصحراء المغرب الكبير، واستطاعوا توطيد علاقتهم التجارية والدبلوماسية مع الإمبراطورية المالية القديمة

[10] التازي عبد الهادي ـ نفس المرجع ـ ص 139

[11] برز التنافس الإسباني البرتغالي للسيطرة على الشواطئ المغربية في القرن الرابع عشر ميلادي . ففي 15/ 01/ 1344 منح البابا كليمان السادس جزر الكناري للامير لويس دالا سيردة من أسرة ملوك قشتالة . وعلى الرغم من معارضة البرتغال لهذا القرار ، على اعتبار أن هذه الجزر اكتشفها لصالحها بحاران فلورانسي وجنوي في يوليوز 1341 ، فإن إسبانيا أصرت على موقفها مستندة إلى حق تاريخي ،مفاده أن المنطقة المتنازع عليها تابعة للمغرب وأن هذا الأخير تابع لمملكة القوت الإسبانية القديمة . ومنذ هذا التاريخ اتخذت إسبانيا من جزر الكناري قواعد ثابتة لغزو واحتلال ما سيقتطعونه من المغرب ليطلقوا عليه إسم الصحراء الغربية

[12] IHRAI SAID ET AOUCHAR AMINA _ LES RELATIONS INTERNATIONALES DU MAROC DU XIV SIECLE AU DEBUT DU XX _ IMPRIMERIE NAJAH EL JADIDA _1 EDITION _ CASA _ 1991 _ PAGE 25

[13] التازي عبد الهادي ـ التاريخ الدبلوماسي للمغرب من أقدم العصور إلى اليوم ـ المجلد العاشر ـ عهد العلويين ـ مطبعة فضالة ـ المحمدية ـ 1986 ـ ص 9

[14] للمزيد من المعلومات أنظر بوزيان عمر ـ جذور إتحاد المغرب والجزائر ـ 1832 ـ 1845 ـ مطابع عكاظ ـ الرباط ـ 1988

[15] بوزيان عمر ـ نفس المرجع ـ ص 172

[16] بلقزيز عبد الإله ، مفضال العربي ، البقالي أمينة ـ الحركة الوطنية المغربة والمسألة القومية 1947 ـ 1983 ـ محاولة في التأريخ ـ مركز دراسات الوحدة العربية ـ الطبعة الأولى ـ بيروت ـ 1992 ـ ص 156

[17] الوالي عبد الحميد ـ القانون الدوالي العام ـ مطبوع موجه لطلبة السنة الأولى من السلك الثاني ـ قانون عام ـ كلية الحقوق ـ الدارالبيضاء ـ الموسم الجامعي ـ 1987 /1988

[18] مهابة أحمد ـ نزاعات الحدود بين بلدان المغرب العربي ـ مجلة السياسة الدولية ـ العدد 111 ـ مطابع الأهرام ـ مصر ـ 1993 ـ ص 242

[19] وأيضا سد فراغ الهجرة المكثفة للمعمرين الفرنسيين خلال الستة أشهر الموالية للاستقلال

[20] جلال يحي ـ المغرب الكبير ـ الجزء الرابع ـ دار النهضة العربية ـ بيروت ـ 1981 ـ ص 215

[21] جريدة الجامعة ـ العدد 6 ـ الدار البيضاء ـ 1982 ـ ص 27

[22] جلال يحي ـ نفس المرجع ـ ص 221

[23] للمزيد من المعلومات عن دور جمعية نجم شمال إفريقيا في الدفاع عن استقلال الجزائر وبقية بلدان المغرب العربي ، أنظر فناش محمد

وقداش محفوظ ـ نجم الشمال الإفريقي 1926 ـ 1937 ـ وثائق وشهادات لدراسة الحركة الوطنية الجزائرية ـ ديوان المطبوعات الجامعية ـ الجزائر 1984

[24] الفاسي علال ـ الحركات الاستقلالية في المغرب العربي ـ مؤسسة علال الفاسي ـ مطبعة النجاح الجديدة ـ البيضاء ـ ص 17 و18

[25] براهيمي عبد الحميد ـ في أصل الأزمة الجزائرية 1958 ـ 1999 ـ مركز دراسات الوحدة العرية ـ الطبعة الأولى ـ بيروت ـ 2001 ـ ص98

[26] الشامي علي ـ الصحراء الغربية عقدة التجزئة في المغرب العربي ـ دار الكلمة ـ بيروت ـ 1980 ـ ص 214

[27] براهيمي عبد الحميد ـ نفس المرجع السابق ـ ص 169

أنظر كتابه " في أصل الأزمة الجزائرية ـ 1958 ـ 1999 ـ نفس المصدر ـ ص 241 أنظر أيضا موقع الأنترنيت "للحركة الجزائرية للضباط الاحرار"

www.anp.org

[29] الميلي محمد ـ المغرب الحربي بين حسابات الدول ومطامح الشعوب ـ دار الكلمة للنشر ـ بيروت ت 1983 ـ ص 94

[30] وهو ما تضمنه التقرير الأممي الذي تقدم به السيد كوفي عنان أمام مجلس الأمن الدولي في فبراير 2002 والذي جاء فيه وضع أربع خيارات لحل مشكلة الصحراء:

1 تنظيم استفتاء دون اشتراط اتفاق الأطراف

2 إعطاء حكم ذاتي للصحراويين ضمن السيادة المغربية

3 تقسيم الصحراء بين المغرب والوليساريو

4 سحب الأمم المتحدة للمراقبين الدوليين من الصحراء وترك الأطراف وشأنها

[31] كان هذا في معرض استجواب صحفي تم إجرائه مباشرة بعد نهاية أشغال مؤتمر إتحاد المغرب العربي بمدينة مراكش المغربية

[32] جريدة الصحراء ـ عدد 38 ـ صادرة في 18 فبراير 1989

[33] أنظر نص المعاهدة في "مولاي الحسن تمازي ـ نفس المرجع ـ ص 311

[34] جريدة المساء العدد 391 ليومي 22 و 23 دجنبر 2007

[35] عبد الله إبراهيم ـ تاريخ العلاقات الدولية بالمغرب ـ محاضرات موجهة لطلبة السنة الثانية من السلك الثاني قانون عام ـ كلية الحقوق ـ الدار البيضاء ـ الموسم الجامعي 1988/1989









الدكتور مولاي الحسن تمازي

أستاذ العلاقات الدولية

سطات ـ المغرب

الاثنين، 30 أغسطس 2010

عائدون

لغة الأرقام، فإن أعداد العائدين طوعا من مخيمات تيندوف، جنوب غرب الجزائر، يزيد عن أكثر من ألف وستمائة شخص، من بينهم شيوخ وأطفال وفئات من الجيل الذي ازداد في المخيمات. وما من شك في أن الأعداد مرشحة للزيادة في ضوء انهيار الأوضاع وانفضاح أهداف الأطروحة الانفصالية.
القضية مغربية بالدرجة الأولى لأنها تهم ضمان شروط الحياة الحرة الكريمة لفئات من أفراد الشعب المغربي، انطلت عليهم أضاليل الجهات المعادية. وهي إن كانت تهم تعبئة المزيد من الموارد والإمكانيات لإدماج هؤلاء العائدين في مسار الحياة العامة في البلاد، فإنها من جانب آخر تهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وكذا الدول المانحة، عدا أنها كقضية إنسانية تطرح أمام الأمم المتحدة ضرورة التفكير في انتشال باقي المواطنين المغاربة المتحدرين من أصول صحراوية من براثن المخيمات التي يسودها القهر وانتهاكات حقوق الإنسان.
ثمة تجارب سابقة تشد الانتباه إزاء هذه القضية، ذلك أن الموجة الأولى للنزوح الجماعي للصحراويين في اتجاه الأقاليم الشمالية بدأت على خلفية التواطؤ الاستعماري بين القوات الإسبانية والفرنسية في معركة أوكافيون، ويتعين تسجيل أن أول زيارة لأولئك اللاجئين الصحراويين قامت بها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي بحثت، في نهاية خمسينيات القرن الماضي، في طرق إنصاف أولئك اللاجئين وتأمين عودتهم إلى مدنهم وقراهم ومد اشرهم، غير أن ذلك لم يحدث.
ومن المفارقات، في غضون ذلك، أن ما حدث هو التشكيك في انتساب أولئك اللاجئين للأقاليم الصحراوية، في نطاق مؤامرة نزع الهوية، لكن ما يجب الانتباه إليه جيدا هو أن ملف الصحراء مطروح على الأمم المتحدة، ولا ضير في أن يكون المجتمع الدولي في صورة هذا النزوح الجماعي، الذي يضع على المغرب مسؤوليات جديدة، يعتز بأن يقوم بها لفائدة إنصاف أبنائه، وقد حان الوقت بالنسبة إلى الأمم المتحدة لتتحمل مسؤولياتها، إن لم يكن في الإطار السياسي، فأقله على الصعيد الإنساني لرفع الحصار المضروب على المخيمات.

المغربيات علاش قادات


رشيد نيني

هؤلاء العربان، الذين لا يرون في المرأة المغربية سوى كونهن ساحرات وعاهرات وسارقات رجال، لا يعرفون أي شيء عن المرأة المغربية الحقيقية. يتصورون أن النساء المغربيات هن فقط أولئك الفتيات البائسات اللواتي يشترونهن بعقودهم الشبيهة بعقود العبيد ويتاجرون في شرفهن في مواخيرهم، إلى الحد الذي أصبح فيه الخليجيون، والشرقيون عموما، يختزلون معرفتهم بالمرأة المغربية في الجنس والدعارة وسرقة الرجال والسحر، أما سبقها وريادتها في مجالات العلوم والدين والرياضة والسياسة والدبلوماسية والتكنولوجيا فيكادون يجهلون عنه كل شيء.
هؤلاء الناس يجهلون أن أول امرأة أسست جامعة في العالم بأسره اسمها جامعة القرويين هي مغربية من فاس اسمها فاطمة الفهرية الملقبة بأم البنين.
يتجاهلون، في قمة هذيانهم وانتشائهم بعائدات أموال النفط التي غيرت حياتهم من حياة البدو إلى حياة الترف والمجون، أن أول امرأة في العالم العربي والإسلامي فازت بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس سنة 1984 كانت مغربية واسمها نوال المتوكل.
ينشغلون بوصول خادمات مغربيات فقيرات وحلاقات معدمات إلى مطارات بلدانهم من أجل الشغل فيحولونهن إلى خادمات للجنس ثم يسخرون من مصيرهن، ويتجاهلون وصول أول امرأة في العالمين العربي والإسلامي إلى القطب الجنوبي المتجمد، الباحثة وعالمة الفضاء والفلكية المغربية مريم شديد، التي رفعت راية المغرب خفاقة إلى جانب رايات الدول العظمى في أبرد مكان في العالم.
وإذا كانت المغربية مريم شديد هي أول عالمة فضاء في العالم العربي تصل إلى القطب الجنوبي المتجمد، فإن عالمة مغربية سبقتها، منذ أواسط الستينيات، إلى الوصول إلى وكالة «ناسا»، فكانت بذلك أمينة الصنهاجي أول مغربية وعربية تلتحق بهذه الوكالة وتلج عالم الفضاء.
هؤلاء العربان، الذين لازالوا يمنعون نساءهم من مجرد قيادة السيارات، ينسون أن أول طيارة في العالم العربي والإسلامي كانت شابة مغربية اسمها ثريا الشاوي، حصلت على شهادة الطيران سنة 1951 في زمن كانت فيه النساء الأوربيات والأمريكيات اللواتي يقدن الطارئات معدودات على رؤوس الأصابع.
أما البلدان العربية، التي تختزل نساءنا اليوم في العهر والسحر، فلم يكن أغلب مواطنيها يتوفرون حتى على أحذية يلبسونها في أقدامهم المشققة، فبالأحرى أن تتوفر على طائرات، حتى إن بعضهم لم يكن قد ظهر على الخريطة بعد، كالكويت مثلا.
وحتى عندما اغتالت عصابة من العسكريين الموتورين الشهيدة ثريا الشاوي في أول سنة من سنوات الاستقلال، فإن رحم المرأة المغربية الولود لم يكف عن إنجاب النساء الشجاعات اللواتي روضن الأجواء العليا على متن أجنحة الطائرات. ولعل هؤلاء العربان، الذين لا يستحضرون المرأة المغربية إلا مقرونة بكبتهم التاريخي، يجهلون أن أول ربانة قادت طائرة في العالم العربي هي المغربية بشرى البرنوصي.
ولم يكن للمغرب شرف السبق في عالم قيادة نسائه للطائرات فقط، بل إن المغرب قدم أول امرأة مظلية في العالم العربي، هي السيدة عائشة المكي التي شاركت في المباراة الدولية للطيران سنة 1956، وهي المسابقة التي حصلت فيها على الجائزة الأولى ورفعت فيها راية المغرب خفاقة.
وفي الوقت الذي يعتبرون فيه نساءهم عورة يجب سترها وتغطيتها بالكامل وحرمانها من أبسط حقوقها التي أعطاها إياها الإسلام السمح، استطاع المغرب أن يقدم أول امرأة تقود القطار في العالم العربي، وهي السيدة سعيدة عباد الموظفة بقطاع السكة الحديدية منذ 1982، والتي أعطت الدليل على أن المرأة المغربية التي قادت الطائرات بوسعها أن تقود القطارات أيضا.
وفي الوقت الذي كانت فيه كل الدول العربية تعتبر الشأن السياسي والدبلوماسي شأنا رجاليا صرفا، أرسل المغرب إلى سفارته في واشنطن منذ 1959 السيدة حليمة الورزازي لشغل منصب ملحقة ثقافية بالسفارة، لكي تصبح بعد ذلك سنة 1973 أول امرأة في العالم العربي تصبح عضوا خبيرا في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة الأبارتايد والميز العنصري.
والواقع أن المرأة المغربية لم تترك أي مجال من المجالات لم تتفوق فيه وتحرز فيه السبق مقارنة بنظيراتها في العالم العربي. وسواء في العلوم الفضائية أو الطب أو القضاء أو العلوم الدينية أو الرياضة أو الفنون أو السياسة والدبلوماسية، فقد كانت المرأة المغربية دائما من الأوليات.
فأول قاضية في العالم العربي هي الأستاذة المغربية سلوى الفاسي الفهري التي تولت كرسي القضاء في المحاكم الإدارية. وأول امرأتين في العالم العربي تقرران الذهاب إلى إسرائيل للقيام بعميلة فدائية هما الشقيقتان المغربيتان نادية وغيثة برادلي قبل أن تكشفهما سلطات الاحتلال وتعتقلهما في تل أبيب.
وأول امرأة تعتلي المنبر وتلقي درسا أمام قائد دولة في كل هذا العالم العربي الممتد من المحيط إلى الخليج هي العالمة رجاء الناجي مكاوي التي ألقت درسا عنوانه «كونية نظام الأسرة في عالم متعدد الخصوصيات» بين يدي الملك محمد السادس خلال رمضان 2003.
ومنذ ذلك الوقت، توالت الخطيبات والعالمات على منابر الدروس الحسنية، حيث يجلس الملك بتواضع فوق الأرض وتعتلي المرأة المنبر، في استعادة راقية لتاريخ إسلامي عريق كانت فيه النساء خطيبات وعالمات وشاعرات وتاجرات، قبل أن تقرر الجهالة العربية أن تحولهن إلى خيام متحركة لا حق لهن سوى في الصمت والخنوع. أي ملك أو زعيم في هذا العالم العربي يقبل أن يجلس لينصت لدرس ديني تلقيه امرأة؟ أعطوني واحدا فقط. إنهم لازالوا يعتبرون مجرد صوت المرأة عورة، وفي البرلمان الكويتي عندما دخلت إليه بضع نساء عمـّته حالة حداد بعد أن أثارت خصلة شعر مكشوفة في شعر نائبة عاصفة سياسية أوشكت أن تغلق البرلمان وتحل الحكومة.
إنهم يجهلون أن أول مدربة لكرة القدم في العالم العربي مغربية اسمها ثريا أزرويل، وأول مدربة لألعاب القوى والسلة في العالم العربي مغربية اسمها زهرة العلوي، وأول مرشحة في العالم العربي لجائزة نوبل مغربية اسمها غيثة الخياط، وأول عازفة على آلة البيانو في العالم العربي مغربية اسمها غيثة العوفير انتقلت مؤخرا إلى رحمة الله، وأول عربية وإفريقية تصبح منسقة ملف الإذاعات الأوربية مغربية اسمها فاطمة مومن، وأول امرأة تدير مؤسسة سجنية في العالم العربي مغربية اسمها بشرى المسلي، وأول مذيعة في العالم العربي مغربية اسمها لطيفة الفاسي جلست خلف المايكروفون مع بداية الخمسينيات، وأول امرأة تترأس فريقا لكرة القدم في العالم العربي مغربية اسمها سميرة الزاولي، وأول امرأة تقتحم عالم التحكيم الكروي في العالم العربي مغربية اسمها سعاد لكحل، وأول امرأة عربية تنضم إلى الهيئة العالمية لتنمية النيازك مغربية اسمها حسناء الشناوي، وأول امرأة تقتحم عالم رجال المطافئ في العالم العربي مغربية اسمها فاطمة عبوق، وأول امرأة في العالم العربي تشارك في رالي دكار للسيارات مغربية اسمها سعيدة الإبراهيمي، وأول امرأة اقتحمت رياضة ألعاب القوى في العالم العربي مغربية اسمها فاطمة الفقير، وأول امرأة كفيفة تعلم فنون الحرب ربما في العالم بأسره مغربية اسمها ثورية اليعقوبي، وأول امرأة في العالم العربي والإفريقي عضو بلجنة تطوير الفم والأسنان العالمية مغربية اسمها سعاد لمسفر، وأول امرأة تقتحم مجال أمراض وتوليد النساء في العالم العربي مغربية اسمها لطيفة الجامعي درست الطب في الخمسينيات ومارست تخصصها في الستينيات وفتحت عيادتها في بداية السبعينيات.
ولو أردنا أن نعدد كل المجالات التي كانت المرأة المغربية سباقة إلى اقتحامها على مستوى العالم العربي والقارة الإفريقية لاحتجنا إلى أعداد كثيرة من هذه الجريدة. وما على الذين يشككون في مواهب وقدرات المرأة المغربية وإصرارها على إثبات ذاتها سوى أن يتأملوا كل الوظائف التي تشغلها المرأة المغربية في دبي، مثلا. فمنهن مئات المهندسات والإطارات العليا في التسيير والهندسة والسياحة يقدن شركات عالمية وضعت ثقتها فيهن ولم يكتف بالنظر إليهن كإناث وإنما كأدمغة قادرة على الإبداع والابتكار.
يكفي أن يراجع هؤلاء المتخلفون الذين لازالوا يتناطحون حول جواز اشتغال المرأة في الأسواق التجارية من عدمه، مع أنهم يعرفون أكثر من غيرهم أن الرسول الكريم نفسه كان يشتغل عند تاجرة اسمها عائشة رضي الله عنها، لوائح النساء الأوربيات من أصل مغربي اللواتي وصلن إلى أعلى المناصب الحكومية في فرنسا وبلجيكا وهولندا وغيرها من الدول الديمقراطية التي أعطت للمرأة المغربية فرصة لكي تظهر «حنة يديها». ثم إن أول أم في العالم العربي تنجب عمدة أجنبيا لمدينة أوربية هي ريفية مغربية أنجبت عمدة روتردام أحمد بوطالب.
هذا دون أن نتحدث عن الأمهات اللواتي أنجبن المغربية البلجيكية فضيلة لعنان، التي وصلت إلى منصب وزيرة للثقافة ببلجيكا، والمغربية الهولندية خديجة عريب نائبة حزب العمل الهولندي بالبرلمان الأوربي، ومغربيات كثيرات استطعن أن يثبتن أنفسهن في المهجر ويكن مستأمنات على إرث المغربيات الحرات اللواتي كن، إلى جانب الرجال، في مسيرة الكفاح من أجل الاستقلال، وكن إلى جانبهم في مسيرة استكمال الوحدة الترابية. هل هناك امرأة عربية واحدة شاركت في مسيرة لتحرير جزء من أرضها، وهل هناك أصلا بلد عربي واحد نظم مسيرة كتلك التي نظمها المغرب ومشى فيها 350 ألف مغربي ومغربية جنبا إلى جنب؟

المغرب يوقف ناشطين إسبان مؤيدين للبوليساريو

المغرب يوقف ناشطين إسبان مؤيدين للبوليساريو

المغرب يوقف ناشطين إسبان مؤيدين للبوليساريو - Hespress


Monday, August 30, 2010

في الصورة الناشطون الإسبان بعد الإفراج عنهم

أفاد مصدر محلي انه تم توقيف 14 ناشطا اسبانيا مساء أول أمس السبت في مدينة العيون المغربية خلال تظاهرة مؤيدة لانفصاليي البوليساريو، وقال شاهد لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته ان "التظاهرة التي شارك فيها هؤلاء الناشطون الاسبان بدأت السبت قبل ساعة من موعد الإفطار. وفي وقت لاحق أوقفتهم الشرطة".

وذكرت وسائل الإعلام الإسبانية صباح أمس الأحد أنه تم الإفراج عن المعتقلين الإسبان لكنهم وضعوا رهن "الإقامة الجبرية" بالمركز الثقافي "دار إسبانيا" (كاسا دي إسبانيا) ، وحتى بعد ظهر الأحد، لم يصدر اي موقف من السلطات المغربية.

وقد جاء في تصريحات إحدى الناشطات الاسبانيات المشاركات في التظاهرة، حسب ما أوردته جريدة "الباييس" الإسبانية ، أن المتظاهرين تم تعنيفهم من طرف قوات الأمن المغربية وتم اعتقالهم واقتيادهم إلى أحد المراكز الأمنية بمدينة العيون.

وفي اتصال مع وكالة "فرانس برس"، قالت وزارة الخارجية الاسبانية انه تم جمع الأشخاص ال14 "بناء على نصيحة السلطات المحلية" في (كاسا دي إسبانيا) في العيون في انتظار أن يبحروا الأحد في الساعة 21,00 ت غ الى جزر الكناري.

وأضافت الوزارة ان شخصين منهم "تلقيا إسعافات لإصابتهما بجروح"، من دون ان تحدد سبب هذه الجروح.

وقالت الجمعية الاسبانية التي نظمت التظاهرة ان التوقيفات حصلت فيما كان الناشطون يريدون رفع لافتات "تؤيد الشعب الصحراوي وتطالب باحترام حقوق الإنسان" في العيون.

واضافت هذه الجمعية التي مقرها في جزر الكناري ان "مجموعة من عناصر الشرطة بلباس مدني اوقفتهم في شكل وحشي واقتادتهم الى مركز الشرطة"، لافتة الى ان ناشطين اثنين اصيبا جراء تعرضهما للضرب.

وفي بيان صدر أمس الأحد، اعتبرت جمعية الصحراء المغربية انه "في وقت يتوقع فيه استئناف المفاوضات" بين المغرب وجبهة البوليساريو في رعاية الامم المتحدة، فان "الانفصاليين الذين ترعاهم الجزائر لا يوفرون جهدا لعرقلة" تلك المفاوضات.

هذا وقد أصبحت العلاقات المغربية الاسبانية في الشهور الأخيرة خاضعة للمد والجزر من كلا الطرفين. فرغم الجهود التي تبلدها دبلوماسية الدولتين للتخفيف من حدة المواجهة المباشرة بين الطرفين والسهر على تبديد جميع المناوشات التي تظهر بين الفينة والأخرى، إلا أن واقع الحال يضع دبلوماسية الدولتين في امتحان متجدد وطويل.

من المسؤول عن تردي سمعة المغاربة في الخارج؟

من المسؤول عن تردي سمعة المغاربة في الخارج؟

من المسؤول عن تردي سمعة المغاربة في الخارج؟ - Hespress


(عرضنا .. من المصيبة إلى العفو)

لا يوجد مغربي ينبض في جسده عرق من المروءة والشهامة؛ إلا وشعر بغبن شديد وألم عميق لما لحق عرضه من إهانة ..

وقد بدأت حلقات هذا المسلسل تطفح على سطح إعلامنا؛ لما شرعت بعض الدول العربية تشدد إجراءات سفر المغربيات إليها؛ كالإمارات وسوريا، والأردن التي تمنع دخول مغربية دون 34 سنة إلا بموافقة زوجها، وقريب من هذا ما قامت به موريتانيا من فرض التأشيرة على المغربيات دون سائر النساء، وأشد من ذلك ما أقدمت عليه السفارة السعودية من منع منح التأشير للفتيات المغربيات الراغبات في زيارة البيت العتيق، ثم توّجت قناة الوطن الكويتية ذلك كله بمسلسلها السخيف الذي صورت فيه المغربيات ساحرات وعاهرات.

وعلى المستوى الشعبي؛ لا تكاد تتكلم في الموضوع مع مشرقي إلا وجدته يحمل فكرة سيئة عن المغربيات؛ وأنهن مستغربات زاهدات في إسلامهن، محبات للخنا والفجور .. إلـخ.

وبقدر ما نتفهم موجة الاستنكار العارمة التي انطلقت من صفحات الجرائد وانتهت إلى الموقف الحكومي الذي عبر عنه وزير الاتصال.

بقدر ما نتفهم هذا الشجب والاستنكار؛ بقدر ما نتعجب للطريقة التي عرض بها؛ والتي توحي بأن تلك الحملات المشوِّهة لسمعتنا جاءت من فراغ، حيث أن الاستنكار لم يشر –على الأقل مثلا- إلى أن المجتمع المغربي يعاني فعلا من دعاة إباحيين ملؤوا البلاد وفتنوا العباد؛ بنعيقهم الداعي إلى التطبيع مع الفاحشة؛ من أمثال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تدعو إلى إلغاء القانون المجرم للشذوذ الجنسي، ومن أمثال مجلات نسائية تسخر من (ثقافة) حفظ العرض وصيانة غشاء البكارة، ومن أمثال صحيفتي نيشان والأحداث المغربية اللتين يقول كاتبهما الغزيويي: "مضى إلى غير رجعة ذلك الزمن الذي كانت فيه الحرة الغبية تجوع ولا تأكل بثديها، وحل مكانه زمن لا ينبغي للحرة "القافزة" أن تجوع أمام إمكانية التوفر على سيارة فخمة ومنزل راق ورصيد محترم في البنك، فقط بالقيام باللعبة الرياضية المدرسية، دون أن ندرك أنها كانت تهيء عددا كبيرا من زميلاتها التلميذات للتعود عليها وجعلها مهنة في القادم من الأيام". [جريدة الأحداث المغرببية ع3807 بتاريخ 11/09/2009].

وثالثة الأثافي؛ فضيحة الممثلة التافهة (إيمان شاكر) التي منحها المغرب في 2009 لقب ملكة الجمال، فاتجهت إلى التمثيل مصرحة: "لن أتوقف عند أية خطوط حمراء، ولا مشكل لدي أن أتعرى إن اقتضى عملي ذلك)!

وهو ما بدأت تجسده على أرض الواقع في المسلسل المصري (العار) ..

إن الأمر في تلك الإهانات إنما هو على حد قول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى/30].

فعلا إنها مصيبة؛ أن يتم عزل المغرب عن جسد الأمة الإسلامية والعربية في أمر له مساس بالكرامة والعرض، كما أن له تبعاته على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي ..

لكن ما هو الحل للخروج من تلك المصيبة وطلب العفو المذكور في قوله تعالى: {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى/30].

إن الطريق إلى ذلك يبدأ من تحديد المسؤوليات، والجواب الشجاع والصريح عن السؤال الجوهري: من المسؤول؟

ألا تتحمل وزارة التعليم جزءا من المسؤولية؟ حين تفرط في تقويم الجانب السلوكي والأخلاقي عند التلاميذ والتلميذات، الذين تفشى بينهم من الانحلال والفسق والمجون ما يندى له الجبين؛ ولا أظن الأمر يحتاج في إثباته لدراسات ولا إحصائيات، وإنما يكفي أن نقوم بجولة على المؤسسات التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة لندرك ما آل إليه حال التلاميذ ..

ألا تتحمل وزارة الثقافة جزءا من المسؤولية حين تُطبّع مع ثقافة الإباحية شرقيها وغربيها، والتي تفشت مبادئها ومظاهرها بشكل مهول في الأدب بكل فنونه والفن بكل أشكاله وأنواعه؟

ألا تتحمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جزءا من المسؤولية حين تُحجّم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خدمة للفجور السياسي ونشرا لثقافة الإرجاء من حيث تدري أو لا تدري، حين تكمم أفواه العلماء عن النهي عن المنكر كما فعلت بالدكتور ابن شقرون لما عزلته في مارس المنصرم عن الخطابة في أكبر مساجد المملكة لما أنكر منكرات الشواطئ، ثم عزلته في شهر يوليوز عن رئاسة المجلس العلمي المحلي بعين الشق حين أنكر استقبال مهرجان موازين لداعية الشذوذ الجنسي ""إلطون دجون"؟؟

ألا تتحمل هذه الوزارة جزءا من المسؤولية حين تقر مواسم الشرك والشعوذة، بل تسعى لإحيائها كجزء من الخصوصية المغربية المزعومة، ولا تقوم بأي مجهود ميداني لمواجهة تفشي السحرة والمحتالين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، جهارا نهارا؟

ألا تتحمل وزارة الإعلام و(الهاكا) والمركز السينمائي المغربي جزءا من المسؤولية حين تسمح بالبث السمعي والبصري لأفلام وسهرات ومسلسلات وبرامج تهيج على الفاحشة، وتزينها للمرأة المغربية، وتقدمها لها بمظهر الرقي والمدنية، وأنها حرية وتفتح؟

أفلام من قبيل: (حجاب الحب) و(ماروك) و(كازانكرا)، التي تظهر فيها نساء مغربيات في مشاهد قبيحة، وهي أفلام مثلت المغرب في مهرجانات دولية، وشجعت المخرجين المشارقة على طلب خدمات الممثلات المغربيات للعب أدوار الخلاعة والمجون!

وحين تغيّب الوزارة المذكورة كل رقابة لمنع القنوات والمواقع الإباحية كما تفعل الصين مثلا؟

ألا تتحمل وزارة الداخلية جزءا من المسؤولية حين تغلق عشرات دور القرآن التي كانت من أهم حسناتها تنشئة الفتيات الصالحات المرتبطات بكتاب الله تعالى تلاوة وحفظا وعملا؟

ألم يكن الأولى تشجيع هذه الدور وتكثيرها لتعزز رسالة وزارة الشؤون الإسلامية المغلوبة على أمرها؟

ألا نتحمل جميعا المسؤولية حين نتساهل في بعض الأحكام الشرعية، بل نسخر منها ونحاربها؛ كحجاب المرأة وتحريم سفرها بغير محرم ونحو ذلك من الأحكام التي تصون عرض المرأة وتكمّل تربيتها الإيمانية التي تزرع وازع الخوف من الله في قلبها.

ألا يتحمل الآباء والأمهات المسؤولية حين يرسلون بناتهم إلى المؤسسات التعليمية كاسيات عاريات، لسان الواحدة منهن يقول: {هَيْتَ لَكَ}، وقد حرمنا أبناءنا من تربية إيمانية تجعل الواحد منهم يقول: { مَعَاذَ اللَّهِ

ويبقى للمرأة المغربية القسط الأكبر من المسؤولية، لتبرأ ذمتها، وتمحو تلك الصورة البشعة التي يريد البعض إعطاءها لها ل{حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ} ..

إن استنكار المس بعرضنا وكرامتنا لن يكون صادقا إلا إذا تحمل كل واحد منا مسؤوليته، وأدى كل منا أمانته؛ حكومة وشعبا، آباء وأمهات، معلمين ومربين، سياسيين وحقوقيين، .. إلـخ.

الكل يشارك بما أتيح له لصيانة عرض المرأة المغربية العزيز في نفوسنا، وحينئذ نكون صادقين في استنكارنا؛ وإلا فإن المنطق يرفض استهجاننا نتائج رَتَّبْنا مقدماتها، كما أن الشرع يأبى علينا أن نستنكر أعمالا لم نسد ذرائعها ..

الأحد، 29 أغسطس 2010

مشكل الصحراء.. الصراع ثنائي والخسارة جماعية

مشكل الصحراء.. الصراع ثنائي والخسارة جماعية

لا يكاد أحد يشك في أنّ قطبي "النزاع" على الصحراء "الغربية أو المغربية حسب منظور كل طرف" الأساسيين هما المغرب والجزائر وأن سكان "أو شعب" ذلك الإقليم ليسوا سوى ورقة بيد هذا الطرف أو ذاك يحاول من خلالهم إثبات طرحه للمسألة وتمرير منظوره بخصوصها.

ويعرف الجميع كارثية ذلك الصراع على البلدين وشعبيهما وتعطيل قنوات التواصل الطبيعي بينهما، إلا أن الخسارة الكبرى تجنيها شعوب المنطقة ككل بدولها الخمس، حيث يعطل الصراع على الصحراء كل تقدم فعلي باتجاه بناء اتحاد مغاربي فاعل وذي أثر ملموس على حياة شعوبه، اتحاد يستجيب لمنطق الأشياء تاريخا وجغرافيا ومصلحة اقتصادية مشتركة.

وبينما يتمترس كل من المغرب والجزائر خلف مواقفه ويعرض مبرراته مرارا وتكرارا، لا يبدو "المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة على عجلة من أمر حل القضية. ولا يستبعد أن تكون إرادات دول أجنبية خلف ذلك باعتبار حل ذلك المشكل يعني انفتاح الطريق أمام بناء مغرب عربي قوي وفاعل وند لتكتلات كبيرة في العالم.

وإذ تعتبر "جبهة الصحراء" عمليا جبهة باردة بين المغرب والجزائر ينتفي فيها الاحتكاك العسكري، فإنها ساخنة جدا على صعيد سياسي ديبلوماسي وخصوصا إعلامي.

وجاء اتهام الملك المغربي أخيرا للجزائر في ذكرى مرور 11 عاماً على توليه العرش، بـتنفيذ "مناورات يائسة،"بهدف إجهاض مشروع الرباط لمعالجة قضية الصحراء الغربية عبر مقترح الحكم الذاتى، ليذكر بحدة الصراع على مستوى سياسي.

ولفت تحليل لوكالة قدس برس نشر حديثا إلى أن "الحروب الإعلامية" التي تخوضها المغرب والجزائر "تؤشر في اتجاه تزايد الاحتقان بين البلدين. وعلاوة على ذلك، فإن المعارك الإعلامية توضح أن التصريحات المتعلقة بقضية الصحراء والمداولات بشأنها في أي محفل دولي سرعان ما تتحول إلى مادة للتجاذب و"الاستقطاب" الحاد بين الأجهزة الإعلامية في البلدين.

وقبل فترة نقلت كل من وكالة الأنباء المغربية، ووكالة الأنباء الجزائرية، التصريحات نفسها التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني إنخيل موراتينوس، إلا أن الوكالة الجزائرية اعتبرت في تعليقاتها أن تصريحات رئيس الدبلوماسية الإسبانية تكشف استمرار اعتبار إسبانيا للمغرب بلدا محتلا للصحراء، ومن ثم تدعم "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، مؤكدة على التفاهم الجزائري الإسباني حول القضية.

أما في المغرب فإن الخبر نشر بشكل مغاير تماما، حيث أكدت المنابر الإعلامية الحزبية والرسمية المغربية أن التصريحات الإسبانية الرسمية تؤيد المواقف المغربية، وتدعو إلى حل سياسي متفاوض بشأنه بين الأطراف المعنية، بما فيها الجزائر، وأن إسبانيا من خلال مواقفها الأخيرة تساند المغرب، وترنو لتعميق علاقات التعاون مع جارتها الجنوبية.

وتتعدد قراءات وسائل الإعلام وخصوصا الرسمية في كل من الرباط والجزائر للحدث ذاته، حيث يشعر مواطنو كل بلد أن بلدهم "انتصر" في محطة ما، مما يجعل البحث عن الطرف "المهزوم" يقتضي الخروج من المنطقة، والتوجه إلى مصادر الخبر.

وتكرر نفس التناقض على مستوى تسويق الأخبار الدولية المتعلقة بالنزاع بين البلدين في المنطقة، في أكثر من مناسبة ومحطة، فعندما صوتت اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار ضد مشروع جزائري بخصوص الصحراء الغربية، ساد في الضفتين خطاب احتفالي بالحدث، وكل بلد يؤكد أنه كسب معركة دبلوماسية بهذا القرار.

فالمغرب اعتبر أن التصويت ضد المشروع الجزائري كان "صفعة أخرى للجزائر وربيبتها البوليساريو"، كما يحلو للخطاب المغربي أن يصفها، مفسرا ذلك، بأن امتناع الدول الأوربية عن التصويت للقرار، الذي لم تصوت عليه إلا الجزائر "وأذنابها في إفريقيا"، يعتبر فشلا للدبلوماسية الجزائرية، في إقناع الدول الأوروبية بأطروحتها، مما أدى إلى خروج المشروع الجزائري من هيئة الأمم المتحدة، رغم أنه وجد طريقه إلى اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار، تحت ضغوط جزائرية قوية.

وفي المقابل ساد نفس الشعور بـ"الانتصار" الأخبار القادمة من الجزائر التي اعتبرت دخول المشروع إلى اللجنة هو اعتراف دولي بـ"عدالة قضية الشعب الصحراوي المحتل"، معتزة بعدد من الدول التي صوتت لصالح المشروع، في حين أن البقية امتنعت عن التصويت ولم تصوت ضده، كما قالت المصادر الإعلامية الجزائرية.

إلى ذلك صدر قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بتمديد مهمة البعثة الأممية في الصحراء الغربية المعروفة باسم "المينورسو" لستة أشهر إضافية، ووجد هذا الخبر طريقه إلى صدر الصفحات الأولى في المنابر الإعلامية المغربية الرسمية، التي أرفقته بتصريح السفير المغربي في الأمم المتحدة محمد بنونة، الذي اعتبر أن مجلس الأمن، ومن خلال قراره ذاك، "يطلب بوضوح من الأطراف ومن دول المنطقة التقدم نحو حل سياسي، والبحث بالتالي عن بديل لخطة بيكر الثانية"، مضيفا في تصريح لوكالة الانباء المغربية الرسمية، أن المأزق الحالي لقضية الصحراء نجم عن المواقف، التي تعذر التوفيق بينها بخصوص خطة بيكر الثانية.

وقال "إننا نعرف كما ذكر بذلك الأمين العام في تقريره، أن المأزق الحالي نجم عن المواقف التي تعذر التوفيق بينها بخصوص خطة بيكر الثانية"، مشيرا إلى أنه "لهذا السبب، طلب مجلس الأمن بوضوح من الطرفين، ومن دول المنطقة، التعاون مع الأمم المتحدة، والبحث عن بديل لهذه الخطة".

وأضاف أن "الأمر يتعلق بتحقيق تقدم في تعاون وثيق مع الأمين العام وممثله الشخصي، من أجل التوصل إلى حل سياسي توافقي مقبول من لدن الطرفين"، مشددا على ضرورة أن يأخذ هذا الحل بعين الاعتبار حق المغرب غير القابل للتصرف في الحفاظ على وحدته الترابية، كما من شأنه أن يتيح للسكان تدبير شؤونهم المحلية، من خلال مؤسسات منتخبة ديمقراطيا، من طرف جميع السكان والسكان السابقين للصحراء المغربية".

واعتبرت الخطابات الحزبية المغربية القرار دليلا جديدا على وجود "اتجاه نحو دفن خطة بيكر الثانية، والبحث عن بديل مقبول"، كما نشرت صحيفة "العلم" المغربية. في المقابل رحبت الجزائر بنفس القرار، وبنفس النبرة الاحتفالية، حيث نشرت وكالة الأنباء الجزائرية قرار مجلس الأمن القاضي بتمديد مهمة "المينورسو"، مضيفة جملة إلى نص القرار، الذي نشرته وكالة الأنباء المغربية، وهي أن مجلس الأمن يعلن مجددا "إرادته في مساعدة الطرفين على التوصل إلى حل نهائي وعادل ودائم، يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره، طبقا لمبادئ الشرعية الدولية، المتضمنة في ميثاق الأمم المتحدة".

وفي حين اعتبر المغرب أن القرار يعني ضرورة البحث عن حل بديل لخطة بيكر الثانية، التي رفضها المغرب ودافعت عنها الجزائر. أكدت وكالة الأنباء الجزائرية أن تمسك مجلس الأمن بالمذكرة رقم 1495 "2003" يعني "دعمه القوي لمخطط السلام الذي اقترحه جيمس بيكر، من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي، كونه الحل السياسي الأمثل لتسوية مسألة الصحراء الغربية، ويطلب من الطرفين العمل على قبول وتطبيق هذا المخطط وكذا لائحته رقم 1541 "2004" التي أكد فيها دعمه لمخطط بيكر".

كما نشرت تصريحات السفير الجزائري الدائم في الأمم المتحدة عبد الله بعلي، الذي قال إن "المصادقة على هذه اللائحة بإجماع أعضاء مجلس الأمن يعد انتصارا جديدا للقضية الصحراوية"، مشيرا إلى أن هذه اللائحة تندرج في إطار مبادئ الأمم المتحدة فيما يخص تصفية الاستعمار، بما أن مجلس الأمن أكد في لائحته المصادق عليها أن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير يشكل الشرط الأساسي لتسوية عادلة ونهائية لمسألة الصحراء الغربية.

إن مثل هذا التوظيف السياسي والإعلامي الفج والبدائي والمجافي للمنطق يعطي من جهة مؤشرا على أن أهواء ومنازع وعقدا تقف خلف مشكل الصحراء أكثر مما تحركه مكاسب حقيقية يتم السعي للحصول عليها، ويؤشر من جهة ثانية إلى أن الحل ما يزال بعيدا حيث لم يعد أحد يشك في أن بعض أصحاب المصالح يدفعون باتجاه إبقاء الصراع مفتوحا، ربما خدمة لأجندات خارجية، ولكن أيضا إمعانا في الصلف والمكابرة، حيث لا يستبعد ملاحظون وجود عقلاء في كل المغرب والجزائر يرغبون في إنهاء هذا الصراع المفتعل لكن هؤلاء واقعون تحت سطوة دوائر عسكرية نافذة تعمل على كتم أصواتهم ليستمر الصراع ثنائيا ولتستمر الخسائر مغاربية جماعية.

صحفى أسبانى يكشف ارتباط "البوليساريو" بالقاعدة

صحفى أسبانى يكشف ارتباط "البوليساريو" بالقاعدة



صحفى أسبانى يكشف ارتباط "البوليساريو" بالقاعدة

الأحد، 29 أغسطس 2010 - 13:21

جبهة البو ليساريو جبهة البو ليساريو



كشف كاتب وصحافى أسبانى عن ارتباط "البوليساريو" بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى فى منطقة نزاعية لبلدان المنطقة ولأوروبا.



وقالت صحيفة "هسبريس" إن الصحفى "تشيما خيل" فضح غش وخداع الانفصاليين، مقدما الدليل على هذا الارتباط بين "البوليساريو" وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى يكمن فى عدم وقوع أى مواجهة بين الجانبين فى هذه المنطقة.



وأضافت الصحيفة أنّ المحلل الأسبانى تساءل: كيف يمكن لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى الوصول إلى الأراضى الموريتانية والجزائرية واختطاف مواطنين أوروبيين، وعدم ارتكاب مثل هذه الأعمال فى منطقة "تندوف" حيث يتوجه العديد من الأوروبيين.



وأبرز تشيما خيل فى مقاله التحليلى الذى نشرته العديد من المواقع الإخبارية الأسبانية أنّ هذا التساؤل تم طرحه من قبل من جانب القيادى السابق بالبوليساريو "فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد على سالم" الذى التحق مؤخراً بالمغرب، مؤكداً أنّ سالم يدرك تماما أهمية هذا التساؤل خاصة أنه شغل عدة مناصب بارزة فى "الإدارة الأمنية لجبهة البوليساريو" وخاصة كمسئول عن إدارة الشئون الأمنية وقائد قوات الأمن فى "المنطقة العسكرية الثالثة".



وحذر الصحفى الأسبانى من إمكانية تنفيذ عمليات إرهابية على الصعيد الدولى كترويج المخدرات وتهريب الأسلحة بهذه المساحات الواسعة، ومؤكداً أنّ مناطق شاسعة فى الصحراء والساحل أصبحت ميداناً لتنفيذ عمليات من قبل الجماعات الإسلامية المسلحة مثل تنظيم "القاعدة فى المغرب الإسلامى".



وأبرز خيل أنّ واقع منطقة الصحراء والساحل والمخاطر المترتبة عن ذلك من الناحية الأمنية بالنسبة لبلدان المنطقة وأوروبا سبق أنّ أكده العديد من المحللين والخبراء الذين لفتوا الانتباه إلى مخاطر سيطرة تنظيم القاعدة على منطقة الصحراء والساحل.



وقد أكد المعهد الأوروبى للدراسات الإستراتيجية، الذى يوجد مقره ببروكسل فى شهر مايو الماضى أنّ العلاقة بين تفكك جبهة "البوليساريو" وتطور الإرهاب فى منطقة الساحل تزداد رسوخاً، وأنّ انهيار هذه الحركة يغذى نشاط تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى".



وأشار المعهد إلى أنه منذ بضع سنوات؛ لوحظ أنّ تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، أولى اهتماما أكيداً بجبهة "البوليساريو" التى أصبحت أحد الروافد الرئيسية للاستقطاب بالنسبة للمنظمة الإرهابية.



وأكد المعهد أن الشبان الصحراويين اليائسين يمكن استقطابهم بأيدولوجيات وأفكار تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، مضيفا أنّ "المنظمات القوية والفعّالة مثل تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى لها خبرة فى مجال انتقاء الأشخاص المعرضين لهشاشة من هذا القبيل".

ربط المغرب بالدعارة دراميا وإعلاميا يفتقر للمنطق

لا وجود لوكيل حصري لأقدم مهنة في التاريخ
ربط المغرب بالدعارة دراميا وإعلاميا يفتقر للمنطق



رغم أن الدعارة أعتبرت قبل عقود طويلة أقدم مهنة في التاريخ، إلا أن أفلام ومسلسلات درامية، وتحقيقات صحافية ركزت في الأوانة الأخيرة، على ربط المغرب بهذه الظاهرة، خلافا للحقيقة المتمثلة في أن الدعارة موجودة منذ قديم الزمان في كل المجتمعات، وهو الأمر الذي ولد هذا العام غضبا مغاربيا.


لم يتوان المغرب الرسمي هذا العام، عن تسجيل الإحتجاج الحكومي الرسمي ضد أعمال درامية عربية رمضانية، ربطت نساء المغرب بسوء السمعة، وإحتراف العمل في الدعارة، رغم أن هذه المهمة تركتها الحكومة خلال السنوات السابقة للصحافة ووسائل الإعلام المغربية، التي كانت تتصدى وتنتقد بقوة كل أشكال الإساءة للنساء المغربيات، عبر ربطهن بأعمال الدعارة، وسوء السمعة، خلافا للحقيقة المتفق عليها بأن الدعارة هي أقدم مهنة في التاريخ، وأنها غير مرتبطة بمجتمعات ودول دون غيرها، بل أن هذه الظاهرة يمكن ملاحظتها في كل الدول، حتى تلك الدول التي توصف بالتشدد الإسلامي في أماكن كثيرة حول العالم.

ومنذ بدء المحطات العربية عرض المسلسلات المعدة للبث في شهر رمضان الحالي، لوحظ أن مسلسل كرتوني كويتي هو (بوقتادة وبو نبيل) كان أول الأعمال الدرامية، الذي تناول هذا الأمر عبر الإساءة المباشرة بشكل صريح لسمعة المرأة المغربية، عبر إعتبارها خاطفة للأثرياء الخليجيين، وإمالتهم وإغوائهم تحت تأثير السحر وأعمال الشعوذة، بل حتى أن تلك الحلقة التي صورت رحلة شخصيات أساسية في العمل الى المغرب، قد غمزت من قناة عمل النساء المغربيات بالدعارة والرقص، بالتلميح، علما أن فضائية (الوطن) الكويتية كانت قد إعتذرت بشدة عما اعتبرته سوء فهم من جانب المغاربة، قبل أن تدخل وزارة الخارجية الكويتية على خط الأزمة التي تناولتها الرباط الرسمية، وتعتذر رسميا هي الأخرى، متحدثة عن أن العلاقات بين الكويت والمغرب أسمى بكثير من أن يساء إليها في مسلسل تلفزيوني.

وبعد المسلسل الكويتي (بوقتادة وبونبيل) جاء العمل الدرامي المصري مسلسل (العار) المستوحى من قصة فيلم سينمائي حمل نفس الإسم، وأنتج وعرض في أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي، ليشكل هو الآخر إساءة بالغة للمرأة المغربية، عبر شخصية بنت الليل المغربية (مليكة) التي تؤدي دورها ملكة جمال المغرب إيمان شاكر، التي تظهر في العمل بوصفها إمراة تعمل في مجال الدعارة، وتجيد دور المرأة اللعوب التي تنتقل بين أحضان رجال الأعمال المغربيين والخليجيين، ولمن يدفع ويقدم لها أكثر، علما أن اللهجة المغاربية هي الأخرى كانت موضع إساءة في هذا العمل الدرامي المصري، حين يكرر الفنان المصري مصطفى شعبان الذي يجسد دور (مختار) السخرية من اللهجة المغاربية، وعدم فهمه لها.

والى جانب الأعمال الدرامية التي ظهرت في شهر رمضان الحالي، وتلك التي ظهرت في سنوات سابقة، فقد سجل أيضا أن العديد من البرامج التلفزيونية، والتقارير والتحقيقات الصحافية قد ركزت بشكل مبالغ فيه على الدعارة في المغرب، وإنتقالها ضمن شبكات للعمل في الدول الخليجية الثرية، للعمل في ملاه ليلية، وفي شبكات الدعارة التي تؤمن المتعة والرغبة للباحثين عنها، إلا أن المدون المغربي الطاهر عادل أن الأعمال الدرامية المسيئة، وكذلك التقارير الصحافية تغفل بإستمرار عن الحقيقة الأهم وهي أن المغرب لا يختلف عن أي بلد آخر أو مجتمع في العالم.. فالدعارة في المغرب موجودة كما هي موجودة في الولايات المتحدة الأميركية، لكن لماذا لا تتناول الدراما والصحافة العربية، هذا الأمر في أميركا.. لماذا لا يأتون بأميركية شقراء تعمل في مجال الدعارة، ويتم إقحام قصتها في مسلسل عربي.. أم أن الدعارة هي إختصاص مغاربي، والوكيل الحصري لها شخصية مغاربية".

و يضيف المدون المغربي: "ألا يوجد في مصر وسوريا ولبنان دعارة؟!.. لم هذا التركيز على المغرب، ومن يقف خلفه؟!.. إذا كانت مقصودة فللمغرب أعمالها الدرامية التي يمكن توظيفها للإساءة مستقبلا الى أي من نساء الجنسيات العربية.. هل سيكون هذا الأمر مقبولا من الجمهور المصري العزيز؟!".

تاريخ الدعارة
الدعارة أو البغاء هي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي. والمصطلح له عدة تعاريف فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة "بيع الخدمات الجنسية"، بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية. الدعارة ظاهرة قديمة بقدم الإنسانية ويربط البعض منشأ الدعارة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفقر.

يعتبر البعض مفهوم الدعارة مرتبطا بمفهوم توازن القوى ورمز القهر في المجتمع، ويورد هذا التيار مثال تعرض البعض لتحرشات من قبل صاحب العمل أو ظاهرة إجبار الفتيات على الزواج لأسباب اقتصادية، بينما يذهب البعض إلى تحليلات أعمق فيعتبرون ممارسة أية مهنة أو التفوه بأية فكرة أو موقف سياسي من أجل المال فقط أو المنفعة والمصالح نوع من الدعارة.

هناك العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان مثل جمعية "المساواة الآن" ومقرها نيويورك، تذكر أن تعريف الدعارة يعنى ضمنياً ممارسة الجنس إجباراً وقسراً، مهما كان مصدر هذا الإكراه أو القسر، لأن الأوضاع الاقتصادية المتردية تجبر كثيرا من المومسات على احتراف هذه المهنة. وفي هذه الحالة ليس هناك خيار أمام المرأة سوى بيع جسدها، أو الموت جوعاً، ولذلك فإن عنصر القبول أو الموافقة يعتبر غير متوفر وليس بالضرورة استخدام القوة أو الخداع من قبل النخاسين ضد ضحاياهم من النساء. المدافعون عن تنظيم الدعارة في إطار قانوني يرون أنها موجودة في كل الأحوال، ولن تتوقف سواء نظمتها الدولة أو تجاهلتها، غير أن تنظيمها سيعود بالنفع عليها.

الدعارة في الإسلام
الدعارة في الإسلام محرمة حرمة مطلقة. وتنزل في القرآن الكريم بمعنى الزنا، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تحرم الدعارة بالمطلق وعقوبة الدعارة في الإسلام الجلد مائة جلدة للزاني أو الزانية. أما إذا كان ممارس أو ممارسة الدعارة محصناً أو محصنة (متزوجا أو متزوجة) فإن العقوبة تصل إلى الإعدام رمياً بالحجارة. وعلى الرغم من قسوة العقوبات فقد وضع الإسلام قوانين تجعل ممارسة العقوبة بحق مرتكبي الدعارة أمراً في منتهى الصعوبة، إذ يشترط في معاقبة ممارس الدعارة أن يعترف هو شخصياً بممارستها أو أن يكون هناك أربعة شهود شاهدوا عملية ممارسة الجنس بشرط رؤية الزانى رؤية واضحة لا مجال للشك فيها .

وعدم عدول أي من الشهود الأربعة عن شهادته والا يصبح الثلاثة الباقين أو اقل مدانين بتهمة قذف الرجل والمرأة ويقام عليهم حد القذف. كما يضع الإسلام عقوبات صارمة على أولئك الذين يتهمون النساء بممارسة الدعارة بدون وجود دليل قاطع وهو أربعة شهود

الحملة الهمجية على المغرب الحبيب

السبت، 28 أغسطس 2010

مغربي وشلل بيها فمك

مغربي وشلل بيها فمك


رشيد نيني -

مخطئ من سيعتقد أن الحملة التي يقودها بعض المخرجين السينمائيين وشركات الإنتاج الدرامي وبعض فضائيات «البترودولار» ضد سمعة المغرب هي مجرد مصادفة. الأمر أخطر من ذلك.
هناك اليوم مؤامرة محكمة التنسيق لدفع دول عربية كثيرة إلى عزل المغرب على المستوى العربي وتحجيم شكله في بلد بدون كرامة يبيع نساءه وبناته لمن يدفع أكثر.
ويمكننا، إلى حد ما، أن نتفهم قيام «ميخيات» دويلة في حجم الكويت بالتهجم على المغرب ووصف نسائه بالساحرات وسارقات الرجال، فهؤلاء الكويتيون فعلوا الشيء نفسه مع مبعوث صدام حسين الذي جاء يطلب مساعدة مادية، فإذا بمسؤول كويتي يطلب منه أن يجلب إلى الكويت نساء العراق مقابل تقديم العون. وبمجرد ما سمع صدام بهذه الإهانة، جلب إلى الكويتيين جيش العراق عوض نسائه وجعلهم يفرون مرعوبين من بلادهم، شعبا وقادة، للاحتماء في الحضن الأمريكي.
ما لا نفهمه بالمقابل هو هذا الإصرار المصري على إسناد أدوار العاهرات في مسلسلاتهم وأفلامهم إلى المغربيات بالتحديد. وخلال هذا الشهر، تعرض قناة «نيل دراما» و«الخليجية» مسلسلا اسمه «العار»، تجسد فيه ممثلة مغربية مغمورة دور عاهرة مغربية يتنافس على الفوز بجسدها تجار المخدرات ورجل أعمال خليجي.
لقد كان على وزارة الاتصال والخارجية المغربية أن تتحرك منذ سنوات لوقف هذه الصناعة الدرامية التي تقوم بدعاية سافرة ضد المغرب في كل مرة تنتج فيها مسلسلا أو فيلما، فقد تعرض المغرب للإهانة في مسلسل «هوامير الصحراء» الذي عرض في القنوات الخليجية، و«لعبت» فيه الممثلة المغربية سناء موزيان، وأظهر فيه المخرج شخصية طباخ مغربي يتنازل لمشغله عن زوجته من أجل الذهاب للعمل في الخليج.
ومع ذلك، لم يصدر أي رد فعل. وتعرض للإهانة أيضا في فيلم «الباحثات عن الحرية» الذي أخرجته ضيفة نور الدين الصايل المفضلة، المصرية إيناس الدغيدي، والذي «لعبت» فيه سناء موزيان من جديد دور فتاة تعيش مغامرات مع رجال أكبر منها سنا لربح المال. ومع ذلك، لم يصدر أي رد فعل. ثم توالت الإساءات المصرية مع فيلم «الوعد» الذي صور «البطل» المصري يتقلب بين حانات المغرب وعاهراته اللاتي جسدت أحد أدوارهن الممثلة «نجاة خير الله». وقد أثار الفيلم ضجة بعد تصويره لبعض اللقطات مع عاهرات حقيقيات، أظهر وجوههن في بعض مشاهده.
ثم جاء بعد ذلك كله فيلم «احكي يا شهرزاد» لمخرجه يسري نصر الله الذي «لعبت» فيه سناء عكرود أدوار ساخنة على فراش النوم، فالمسكينة بقيت بلا دور في سلسلة «رمانة وبرطال» بسبب إحساسها الزائد بنفسها ومطالبتها المخرجة برفع تعويضاتها، فما كان من المخرجة سوى أن «مسخت» عكرود في السيناريو على هيئة معزة وتخلت عنها وأكملت الحلقات بالمعزة التي بدأت تتحدث بصوت ممثلة أخرى.
وهكذا أصبح كل من يطالب برفع أجره يتم تهديده بمسخه على شكل حيوان في السيناريو وشطبه من السلسلة.
ولعل اللافت للانتباه هو أن مخرجي المسلسلات والأفلام العربية في مصر والخليج، بمجرد ما يفكرون في تصوير عمل درامي تتضمن قصته شخصية عاهرة أو راقصة أو امرأة لعوب، يستديرون نحو المغرب للبحث عن ممثلة «جريئة» تقوم بهذا الدور. والواقع أن ما يدفعهم إلى التوجه نحو ممثلات مغربيات هو الرغبة في تغذية تلك الاستيهامات الغريزية المرضية التي تكونها العقلية الرجولية الخليجية حول المرأة المغربية، كما أن ما يدفعهم إلى اللجوء إلى «جرأة» الممثلات المغربيات الزائدة على اللزوم هو استحالة عثورهم على ممثلات عربيات يقبلن القيام بأدوار عاهرات ويؤدين مشاهد فيها إخلال بالحياء.
يبدو أن الوقت قد حان، فعلا، لكي تطالب وزارة الاتصال نظراءها في الدول العربية بتفعيل توصيات الاجتماع الأخير الذي أقره وزراء الإعلام العرب حول مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية، وخصوصا البند الذي يتحدث عن «ممارسة حرية التعبير بوعي ومسؤولية بما من شأنه حماية المصالح العليا العربية واحترام حريات الآخرين والالتزام بأخلاقيات مهنة الإعلام».
كما أن الوقت قد حان لكي تكف ممثلاتنا المغربيات عن الحط من مواهبهن الفنية وقبول حصرهن في أدوار الخلاعة والمجون. فالسينما المصرية والعربية، عموما، لم تعط للممثلات المغربيات أدوارا أخرى غير أدوار الراقصة والعاهرة والساحرة، والدليل على ذلك أنه لا سناء موزيان ولا سناء عكرود ولا الممثلات الأخريات استطعن أن يحصلن على أدوار أخرى «مشرفة» يكشفن فيها عن مواهب أخرى غير مواهب الإغراء.
إن ما لا يريد أن يفهمه كثيرون في المغرب هو أن الحرب التي يقودها جنرالات الجزائر ضد المغرب انتقلت إلى مستوى الحرب الشاملة، فبعد إغراق شوارعنا بحبوب الهلوسة والإجهاز على رياضة ألعاب القوى بالمنشطات، هاهي المخابرات الجزائرية تنشط اليوم داخل صالات التحرير بالفضائيات وداخل مديريات البرمجة لتوجيه الحملة المسعورة هذه المرة إلى شرف المغرب ونسائه.
إن أبشع طريقة لإضعاف الخصم في المعركة هي ضربه في كرامته. وأول هدف سهل لإضعاف معنويات الخصم هو ضربه في شرف نسائه.
ولذلك فليس من قبيل المصادفة أن يبث التلفزيون الإسباني، في عز الأزمة بين الرباط ومدريد، في برنامج «رجال ونساء» على القناة الخامسة الأكثر مشاهدة، قصة نادلة مغربية هاجرت إلى إسبانيا بعد أن هربت من بيت والديها بالمغرب. وفكرة البرنامج شبيهة، إلى حد ما، بفكرة برنامج «قسمة ونصيب» الذي تعرضه قناة «إلبيسي» اللبنانية، حيث تعيش مجموعة من الشباب والشابات في بيت واحد لأسابيع طويلة وفي النهاية يفوز زوج بالمسابقة.
وقد نجح البرنامج الإسباني في رسم صورة سلبية عن المغرب والعائلة المغربية التي فرت منها النادلة للتسكع في الشوارع الإسبانية، كما نجحت القناة في إعطاء صورة سلبية عن المغربيات المحافظات وهي تقدم نموذجا لمغربية «متحررة» مستعدة للمشاركة في برنامج تصل فيه حدود الجرأة إلى المعاشرة الجنسية بين المشاركين.
هذا البرنامج، المبني على إثارة الغرائز الجنسية والذي تشارك فيه هذه «الأخت» المغربية، استطاع أن يحطم معنويات مئات الآلاف من المهاجرين المغاربة في إسبانيا أكثر مما استطاعت جميع سياسات اليمين الإسباني أن تصنعه.
واليوم، لم يعد بوسع المغاربة أن يتحملوا أكثر. نساؤنا وأمهاتنا وأخواتنا أشرف مما يحاول كل هؤلاء الخصوم تصويرهن عليه. ولعله من باب أضعف الإيمان أن تقود وزارة الخارجية والاتصال حملة مضادة لإيقاف هذه «الشوهة»، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق كل من تسول لها نفسها الإساءة إلى صورة المغرب وكرامة أهله مقابل حفنة من الجنيهات التافهة.
عليهم أن يأخذوا العبرة من إسرائيل التي احتجت على مصر قبل أسبوع بسبب بث مسلسل «ربع مشكل» والذي تظهر فيه شخصية اليهودي مرادفة للتحايل والمكر والخديعة. ومباشرة بعد عرض الحلقة الأولى، تحركت الآلة الدبلوماسية الإسرائيلية للدفاع عما تراه سمعة يجب تجنب المساس بها.
لماذا، إذن، تتحرك كل الحكومات في العالم للدفاع عن سمعة بلدانها عندما تهان، إلا حكومتنا الموقرة والتي لم ير وزير خارجيتها ضرورة لكتابة مجرد بلاغ للاحتجاج على كل هذا التطاول على شرف نسائنا والذي بدأ يأتينا من دول شقيقة وصديقة؟
إن تشويه سمعة المغرب في الأفلام والمسلسلات والبرامج الحوارية المباشرة في الفضائيات لم يعد فقط طريقة لكسب المال ورفع نسبة مشاهدة هذه الأعمال، بل أصبح سلاحا فعالا لضرب المغرب تحت الحزام في الساحة العربية، لإضعاف موقفه التفاوضي حول قضاياه المصيرية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.
واهم من يعتقد أن كل هذه الجوقة تتحرك بالمصادفة. فاليد الجزائرية ليست بعيدة عن كل ما يحدث لصورة المغرب من خدوش على المستوى الخارجي.
هناك اليوم شركات إنتاج تأتي إلى المغرب بحجة تصوير برامج سياحية حول المغرب، وعندما يتم بثها نكتشف أنها برامج موجهة لضرب المغرب في الصميم. ومؤخرا، تم توقيف فريق تصوير فرنسي في الجنوب المغربي يصور برخصة مزورة تحمل توقيع المركز السينمائي المغربي. وعندما انكشف أمره وعقدت ثلاث وزارات، هي الداخلية والعدل والاتصال، اجتماعا رفيعا للبت في النازلة واتخاذ قرار المتابعة، لجأ إلى السفارة الفرنسية ثم تبخر وتم طي الملف.
والقصة نفسها حدثت عندما صورت قناة الخامسة الفرنسية برنامجا حول محطة السعيدية ووجهت إليها ضربة قاصمة لعرقلة فتحها في الوقت المحدد لذلك. وعندما جئنا نبحث عن مخرجة البرنامج وجدنا أنها جزائرية، لديها ارتباطات باللوبي الجزائري الحاضر في كل وسائل الإعلام الفرنسية، وكان الهدف من البرنامج إظهار المشاريع التي يفتتحها الملك في المنطقة الشرقية المحاذية للجزائر على شكل مشاريع وهمية يسهل إظهار عيوبها.
واليوم، نتمنى فقط ألا يسمح المركز السينمائي المغربي للمصورتين الأمريكيتين «تيانا كولد» و«سارة نورمان»، اللتين ذكر موقع جامعة «ديوك» الأمريكية أنهما تستعدان للقدوم إلى المغرب لقضاء ثلاثة أشهر بين عاملات الجنس المغربيات من أجل تصوير شريط وثائقي حول «دعارة المرأة المغربية»، بالتصوير.
بقات لينا غير ميريكان حتى هيا تضرب لينا طر. دابا هاذ المغرب تقاضاو فيه المواضيع، بقا فيه غير المسخ. الله ينعل اللي ما يحشم.

الجمعة، 27 أغسطس 2010

المغرب يحمّل الجزائر والبوليزاريو مسؤولية سلامة منشق صحراوي اعلن تأييده للحكم الذاتي

المغرب يحمّل الجزائر والبوليزاريو مسؤولية سلامة منشق صحراوي اعلن تأييده للحكم الذاتي
اعلن عودة مجموعة جديدة من لاجئي تندوف الى 'حضن الوطن الام'
8/28/2010

الرباط ـ 'القدس العربي' من محمود معروف: حمل المغرب رسميا الجزائر مسؤولية تأمين سلامة منشق عن جبهة البوليزاريو اعلن تأييده للحل المغربي للنزاع الصحراوي والعودة الى مخيمات تندوف للترويج لموقفه.
وقال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ان بلاده تحمل مسؤولية تأمين حماية مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود المسؤول في شرطة مخيمات تندوف 'للجهات التي تمارس السلطة في تندوف' أي السلطات الجزائرية قبل غيرها ولجبهة البوليزاريو، حسب قوله.
ويولي المغرب اهتماما خاصا لوضعية ولد سيدي مولود كونه اول مسؤول بجبهة البوليزاريو يعلن تبنيه للمقاربة المغربية لنزاع الصحراء وتسويته ويقرر الرجوع الى مخيمات تندوف حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين ولجبهة البوليزاريو التي تنازع المغرب على الصحراء الغربية منذ 1976 وتطالب باقامة دولة مستقلة عنها.
واعلن المسؤول السابق بجبهة البوليزاريو في التاسع من آب/اغسطس الجاري في مدينة السمارة حيث مسقط رأسه تأييده لمبادرة المغرب بمنح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية كحل دائم ونهائي لنزاع الصحراوي، وهو ما ترفضه جبهة البوليزاريو وتطالب بإجراء الامم المتحدة استفتاء صحراويين لتقرير مصيرهم.
واتهمت اوساط جبهة البوليزاريو، التي لم تصدر موقفا رسميا حتى الان، ولد سيدي مولود بالخيانة.
وأكد خالد الناصري أن المغرب يتابع عن كثب موضوع مصطفى سلمة سيدي مولود الذي تفيد معلومات أن هناك مخاطر تتهدد عودته إلى تندوف.
وناشد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية جميع المدافعين عن حقوق الإنسان 'بأن لا ينسوا هذه الحالة التي تسائلهم وتسائل الضمير العالمي'.
وقال ان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي تسلم رسالة من المعني بالأمر 'قام بالواجب وأثار انتباه المجتمع الدولي وكل الهيئات التي تعنى بقضايا حقوق الإنسان' في اشارة الى نداء وجهه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أهاب فيه بجميع المؤسسات الوطنية، بما فيها اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الجزائرية، وكل المؤسسات والجمعيات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بذل ما في وسعها لضمان عودة مصطفى سلمة سيدي مولود سالما إلى تندوف وتأمين حقه في الدفاع عن آرائه بكل حرية.
وقال الناصري أن سيدي مولود أبدى شجاعة متميزة تشرفه من خلال اتخاذه قرار البوح بالحقيقة ووضع العالم أمام حقيقة الوضع في مخيمات تندوف وهو العارف بها، مضيفا أن شجاعته من الناحية الشخصية تكمن في كونه جاء إلى المغرب أرض أجداده وأنه عازم على العودة إلى تندوف حيث توجد عائلته الصغيرة حاليا. وقال ولد مولود في الندوة الصحافية التي عقدها في السمارة انه فر وهو فتى من المدينة رفقة عائلته 1979 فيما بقي والده سلمة ولد سيدي مولود الذي كان جريحا في اشتباكات بين الجيش المغربي وقوات البوليزاريو وان زوجته واولاده لا زالوا بمخيمات تندوف وقرر العودة اليهم.
وذكر ولد مولود انه دخل الى المغرب في شهر ايار/مايو في زيارة انسانية لعائلته، معلنا انه خلال تلك الزيارة اقتنع بضرورة حل النزاع الصحراوي بمبادرة القبائل الصحراوية بتبني الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، وانه سيعود الى تندوف لاقناع الصحراويين هناك بهذا الموقف. الا انه لم يحدد موعد عودته وكيفيتها.
وترجح اوساط صحراوية مطلعة ان يعود ولد سيدي مولود الى موريتانيا التي دخل المغرب بجواز سفرها وان يبقى هناك في انتظار فرصة مناسبة لعودته الى عائلته دون ان يلحقه ضرر او اذى.
من جهة اخرى اعلن المغرب عن عودة مجموعة صحراوية جديدة من لاجئي مخيمات تندوف تتكون من 57 مواطنا صحراويا.
وقالت وكالة الانباء المغربية ان هؤلاء عادوا الى المغرب من موريتانيا عبر المركز الحدودي الكركارات الواقع على بعد حوالي 380 كلم جنوب الداخلة.
واضافت الوكالة ان المجموعة التي يوجد من بينها 32 امرأة وخمسة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنة واحدة و14 سنة ينتمي 47 من فرادها الى 10عائلات، تضم أحد الشيوخ الذين شاركوا في عملية تحديد الهوية، والذي عاد رفقة أبنائه وزوجته ووالدته.
وبلغ عدد الاشخاص الذين تمكنوا منذ بداية السنة الجارية من العودة للمغرب من مخيمات تندوف والتحقوا بمدينة العيون، حوالي 1312 شخصا.