الأحد، 29 أغسطس 2010

ربط المغرب بالدعارة دراميا وإعلاميا يفتقر للمنطق

لا وجود لوكيل حصري لأقدم مهنة في التاريخ
ربط المغرب بالدعارة دراميا وإعلاميا يفتقر للمنطق



رغم أن الدعارة أعتبرت قبل عقود طويلة أقدم مهنة في التاريخ، إلا أن أفلام ومسلسلات درامية، وتحقيقات صحافية ركزت في الأوانة الأخيرة، على ربط المغرب بهذه الظاهرة، خلافا للحقيقة المتمثلة في أن الدعارة موجودة منذ قديم الزمان في كل المجتمعات، وهو الأمر الذي ولد هذا العام غضبا مغاربيا.


لم يتوان المغرب الرسمي هذا العام، عن تسجيل الإحتجاج الحكومي الرسمي ضد أعمال درامية عربية رمضانية، ربطت نساء المغرب بسوء السمعة، وإحتراف العمل في الدعارة، رغم أن هذه المهمة تركتها الحكومة خلال السنوات السابقة للصحافة ووسائل الإعلام المغربية، التي كانت تتصدى وتنتقد بقوة كل أشكال الإساءة للنساء المغربيات، عبر ربطهن بأعمال الدعارة، وسوء السمعة، خلافا للحقيقة المتفق عليها بأن الدعارة هي أقدم مهنة في التاريخ، وأنها غير مرتبطة بمجتمعات ودول دون غيرها، بل أن هذه الظاهرة يمكن ملاحظتها في كل الدول، حتى تلك الدول التي توصف بالتشدد الإسلامي في أماكن كثيرة حول العالم.

ومنذ بدء المحطات العربية عرض المسلسلات المعدة للبث في شهر رمضان الحالي، لوحظ أن مسلسل كرتوني كويتي هو (بوقتادة وبو نبيل) كان أول الأعمال الدرامية، الذي تناول هذا الأمر عبر الإساءة المباشرة بشكل صريح لسمعة المرأة المغربية، عبر إعتبارها خاطفة للأثرياء الخليجيين، وإمالتهم وإغوائهم تحت تأثير السحر وأعمال الشعوذة، بل حتى أن تلك الحلقة التي صورت رحلة شخصيات أساسية في العمل الى المغرب، قد غمزت من قناة عمل النساء المغربيات بالدعارة والرقص، بالتلميح، علما أن فضائية (الوطن) الكويتية كانت قد إعتذرت بشدة عما اعتبرته سوء فهم من جانب المغاربة، قبل أن تدخل وزارة الخارجية الكويتية على خط الأزمة التي تناولتها الرباط الرسمية، وتعتذر رسميا هي الأخرى، متحدثة عن أن العلاقات بين الكويت والمغرب أسمى بكثير من أن يساء إليها في مسلسل تلفزيوني.

وبعد المسلسل الكويتي (بوقتادة وبونبيل) جاء العمل الدرامي المصري مسلسل (العار) المستوحى من قصة فيلم سينمائي حمل نفس الإسم، وأنتج وعرض في أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي، ليشكل هو الآخر إساءة بالغة للمرأة المغربية، عبر شخصية بنت الليل المغربية (مليكة) التي تؤدي دورها ملكة جمال المغرب إيمان شاكر، التي تظهر في العمل بوصفها إمراة تعمل في مجال الدعارة، وتجيد دور المرأة اللعوب التي تنتقل بين أحضان رجال الأعمال المغربيين والخليجيين، ولمن يدفع ويقدم لها أكثر، علما أن اللهجة المغاربية هي الأخرى كانت موضع إساءة في هذا العمل الدرامي المصري، حين يكرر الفنان المصري مصطفى شعبان الذي يجسد دور (مختار) السخرية من اللهجة المغاربية، وعدم فهمه لها.

والى جانب الأعمال الدرامية التي ظهرت في شهر رمضان الحالي، وتلك التي ظهرت في سنوات سابقة، فقد سجل أيضا أن العديد من البرامج التلفزيونية، والتقارير والتحقيقات الصحافية قد ركزت بشكل مبالغ فيه على الدعارة في المغرب، وإنتقالها ضمن شبكات للعمل في الدول الخليجية الثرية، للعمل في ملاه ليلية، وفي شبكات الدعارة التي تؤمن المتعة والرغبة للباحثين عنها، إلا أن المدون المغربي الطاهر عادل أن الأعمال الدرامية المسيئة، وكذلك التقارير الصحافية تغفل بإستمرار عن الحقيقة الأهم وهي أن المغرب لا يختلف عن أي بلد آخر أو مجتمع في العالم.. فالدعارة في المغرب موجودة كما هي موجودة في الولايات المتحدة الأميركية، لكن لماذا لا تتناول الدراما والصحافة العربية، هذا الأمر في أميركا.. لماذا لا يأتون بأميركية شقراء تعمل في مجال الدعارة، ويتم إقحام قصتها في مسلسل عربي.. أم أن الدعارة هي إختصاص مغاربي، والوكيل الحصري لها شخصية مغاربية".

و يضيف المدون المغربي: "ألا يوجد في مصر وسوريا ولبنان دعارة؟!.. لم هذا التركيز على المغرب، ومن يقف خلفه؟!.. إذا كانت مقصودة فللمغرب أعمالها الدرامية التي يمكن توظيفها للإساءة مستقبلا الى أي من نساء الجنسيات العربية.. هل سيكون هذا الأمر مقبولا من الجمهور المصري العزيز؟!".

تاريخ الدعارة
الدعارة أو البغاء هي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي. والمصطلح له عدة تعاريف فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة "بيع الخدمات الجنسية"، بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية. الدعارة ظاهرة قديمة بقدم الإنسانية ويربط البعض منشأ الدعارة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفقر.

يعتبر البعض مفهوم الدعارة مرتبطا بمفهوم توازن القوى ورمز القهر في المجتمع، ويورد هذا التيار مثال تعرض البعض لتحرشات من قبل صاحب العمل أو ظاهرة إجبار الفتيات على الزواج لأسباب اقتصادية، بينما يذهب البعض إلى تحليلات أعمق فيعتبرون ممارسة أية مهنة أو التفوه بأية فكرة أو موقف سياسي من أجل المال فقط أو المنفعة والمصالح نوع من الدعارة.

هناك العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان مثل جمعية "المساواة الآن" ومقرها نيويورك، تذكر أن تعريف الدعارة يعنى ضمنياً ممارسة الجنس إجباراً وقسراً، مهما كان مصدر هذا الإكراه أو القسر، لأن الأوضاع الاقتصادية المتردية تجبر كثيرا من المومسات على احتراف هذه المهنة. وفي هذه الحالة ليس هناك خيار أمام المرأة سوى بيع جسدها، أو الموت جوعاً، ولذلك فإن عنصر القبول أو الموافقة يعتبر غير متوفر وليس بالضرورة استخدام القوة أو الخداع من قبل النخاسين ضد ضحاياهم من النساء. المدافعون عن تنظيم الدعارة في إطار قانوني يرون أنها موجودة في كل الأحوال، ولن تتوقف سواء نظمتها الدولة أو تجاهلتها، غير أن تنظيمها سيعود بالنفع عليها.

الدعارة في الإسلام
الدعارة في الإسلام محرمة حرمة مطلقة. وتنزل في القرآن الكريم بمعنى الزنا، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تحرم الدعارة بالمطلق وعقوبة الدعارة في الإسلام الجلد مائة جلدة للزاني أو الزانية. أما إذا كان ممارس أو ممارسة الدعارة محصناً أو محصنة (متزوجا أو متزوجة) فإن العقوبة تصل إلى الإعدام رمياً بالحجارة. وعلى الرغم من قسوة العقوبات فقد وضع الإسلام قوانين تجعل ممارسة العقوبة بحق مرتكبي الدعارة أمراً في منتهى الصعوبة، إذ يشترط في معاقبة ممارس الدعارة أن يعترف هو شخصياً بممارستها أو أن يكون هناك أربعة شهود شاهدوا عملية ممارسة الجنس بشرط رؤية الزانى رؤية واضحة لا مجال للشك فيها .

وعدم عدول أي من الشهود الأربعة عن شهادته والا يصبح الثلاثة الباقين أو اقل مدانين بتهمة قذف الرجل والمرأة ويقام عليهم حد القذف. كما يضع الإسلام عقوبات صارمة على أولئك الذين يتهمون النساء بممارسة الدعارة بدون وجود دليل قاطع وهو أربعة شهود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق