الخميس، 16 سبتمبر 2010

وفد مغربي رفيع إلى الأمم المتحدة يناقش تطورات الصحراء وظاهرة الإرهاب في الساحل

رجّحت مصادر رسمية في الرباط أن يشارك المغرب في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بوفد رفيع المستوى نظراً إلى أهمية القضايا الإقليمية والدولية التي سيجري بحثها، إضافة الى رصد تطورات قضية الصحراء التي ستكون ضمن أجندة اللجنة الرابعة. وذكرت المصادر أن المغرب سيؤكد التزاماته لناحية استئناف المفاوضات العالقة لحل نزاع الصحراء، باعتبارها المرجعية التي أقرها مجلس الأمن تحت بند الحل السياسي للنزاع، إضافة الى معاودة طرح خطة الحكم الذاتي التي وصفتها قرارات مجلس الأمن بـ «الجدية والصدقية».

وقالت المصادر إن الوضع الإقليمي في منطقة شمال أفريقيا، بخاصة تعثّر جهود البناء المغاربي واستفحال الظاهرة الإرهابية في منطقة الساحل جنوب الصحراء، سيكون ضمن المحاور التي يبحثها المغرب على هامش دورة الأمم المتحدة مع شركاء أوروبيين وأميركيين ومغاربيين. ويُنظر في هذا السياق إلى نتائج المشاورات التي كان أجراها الموفد الدولي إلى الصحراء كريستوفر روس مع عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بمثابة مؤشر حول تعاطي المجتمع الدولي مع المأزق الذي تعانيه جهود التسوية السلمية للنزاع. لا سيما أن روس بدا متشائماً حيال الفرص المتاحة لإحراز التقدم، ما لم تحدث جهود كبيرة أقلها لنزع فتيل التصعيد الذي بات يهدد المنطقة بعد التصريحات الصادرة عن قياديين في جبهة «بوليساريو» تدعو إلى معاودة حمل السلاح.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس اتهم الجزائر و «بوليساريو» صراحة بإعاقة مساعي الأمم المتحدة وعرقلة المفاوضات، مؤكداً أن لا بديل من خطة الحكم الذاتي كمرجعية لأي مفاوضات مرتقبة. ورجّحت المصادر، في غضون ذلك، أن يُبلغ المسؤولون المغاربة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موقف بلادهم إزاء مجمل الصعوبات التي تحول دون الذهاب إلى جولة خاصة من المفاوضات، فيما يراهن الموفد الدولي روس على إمكان عقد جولة مفاوضات غير رسمية بهدف معاودة بناء الثقة، لكنه لم يحدد بعد موعداً لذلك.

على صعيد آخر، يُرتقب عقد اجتماع بين وزيري خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري ونظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في نيويورك، وسيكون أول لقاء من نوعه بهذا المستوى منذ اندلاع الأزمة الأخيرة بين الرباط ومدريد على خلفية تعرض رعايا مغاربة لأعمال عنف عند المعابر الحدودية لمدينة مليلية المحتلة شمال البلاد. وردت السلطات المغربية بترحيل سيّاح إسبان تظاهروا في مدينة العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، لمساندة جبهة «بوليساريو».

وعلى رغم بوادر تطويق الأزمة، فإن تداعياتها على الصعيد الداخلي الإسباني مرشحة لمزيد من التفاعل، خصوصاً أن الحزب الشعبي الإسباني المعارض انتقد في شدة موقف حكومة رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو معتبراً إياه «معاوناً للمغرب». واتفق العاهلان المغربي محمد السادس والإسباني خوان كارلوس على تجنيب بلديهما مضاعفات الأحداث الأخيرة، في انتظار عقد قمة يُنظر إليها كمؤشر يؤكد معاودة تطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد.

وذكرت مصادر إسبانية أن مدريد تنتظر من السلطات المغربية التصديق على تعيين سفيرها الجديد في مدريد أحمد وولد سويلم المتحدر من أصول صحراوية، بعد أن كانت أوساط إسبانية قابلت ذلك التعيين بالارتياب، فيما سيجري تعيين سفير جديد لإسبانيا في المغرب. لكن ذلك متوقف على مسار التفاهم حول اكثر من قضية عالقة في ملف العلاقات الثنائية والإقليمية التي تربط البلدين الجارين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق