الاثنين، 13 سبتمبر 2010

الصحراء المغربية و مستقبل جبهة البوليساريو !!!!!!!

الدولة المغربية التاريخية في عز أوجها وصلت إلى السودان و بحر النيجر و السنيغال،و شنقيط - موريتانيا الحالية- كانت إلى حدود ما قبل الإستعمار جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي،و في عهد الإستقلال لم يتجرع حزب الإستقلال مرارة الإستغناء عن موريطانيا،.و مازالت هناك روابط روحية بين البلدين.فالزاوية السباعية المغربية لها تأثير في جارتنا الجنوبية،و أغلبية كبيرة من موريديها يعتبرون من صناع القرار داخل المؤسسة العسكرية و الإقتصادية و السياسية في البلد.



إن أغلبية الدول التي تداولت على حكم المغرب أتت من جنوب المغرب.و الصحراء جزء تاريخي من المغرب، نظرا لعلاقات البيعة(allégeance) التي ربطت قبائل الصحراء المتعددة،و بين السلطان، الذي كان دائما حاضرا عبر الجانب الروحي حيث كان يذكر في المساجد،وفي المواسم الدينية.و الصحراويون ارتبطوا بالمقاومة مع نظرائهم في الشمال.



البوليساريو حركة صنعت في ظروف مشبوهة سنة 1973،من طرف مجموعة من الطلبة المغاربة ،الذين كانت أغلبيتهم تدرس بجامعة القاضي عياض بمراكش،و قد ساعدت الظروف الدولية في إطار الحرب الباردة،وفي سياق خلق بؤرة توتر من طرف المعسكر الإشتراكي ، التي كان النظام الفاشيستي البومادياني عرابا له، من خلال خلق تخريجة " حق تقرير مصير الشعوب ".هكذا ولدت البوليساريو من رحم المستنقع و دعمها النظام الجزائري ذي النظرة التوسعية،و الذي يحقد تاريخيا على المغرب نظرا لإستمرارية الدولة منذ أكثر من 12 قرنا في المملكة.



و دعما لإستكمال وحدته الترابية،قام المغرب بالدعوة إلى المسيرة الخضراء ،حيث استرجع أقاليمه الجنوبية،وهذا لم يرق للجارة الشقيقة الجزائر ،التي احتضنت أعضاء البوليساريو في ترابها،و دعمتهم بالمال و السلاح ،و دخلوا في صراع مسلح مع بلدهم إلى حدود تسعينات القرن الماضي،حيث تم إقرار الهدنة الناتجة عن بناء المغرب لجداره الأمني الذي كرس موازين القوى على الأرض. وبعد ذلك سيقبل المغرب استفتاء اعتبره في أدبياته الإعلامية الرسمية بالتأكيدي،ليتأكد بعد ذلك على الأرض عدم جدواه.و يمكن اعتبار خلال هذه الفترة،أن الدولة اختارت مقاربة أحادية لملف الصحراء المغربية،و أن كل التوجهات التي تبنت مقاربات معاكسة تعرضت للمضايقة،من قبيل الإتحاد الإشتراكي الذي تعرضت قيادته للنفي إلى ميسور بعد أن رفضت خيار الاستفتاء سنة 1981 إثر مؤتمر نيروبي.



بعد صعود الملك محمد السادس إلى سدة الحكم،أعطى جلالته نفسا جديدا لهذا الملف من خلال مبادرة الحكم الذاتي للإقاليم الجنوبية و التي استشيرت فيها كل الحساسيات السياسية الوطنية، و لاقت استحسانا من طرف المنتظم الدولي ،و اعتبرها "بيتر فان والسوم" المبعوث الأممي في الصحراء،مبادرة ذات المصداقية،كما دعمتها العواصم الكبرى ذات التأثير العالمي ،كواشنطن و باريس و مدريد،لكن الجزائر كعادتها رفضتها.و الآن تدعم مبادرة جديدة من خلال مرحلة انتقالية من خمس سنوات من الحكم الذاتي ،يعقبها استفتاء،و الظاهر أن المملكة المغربية حسمت مع هذا الخيار بالرفض.كما يمكن أن نشاهد أن الديبلوماسية الجزائرية تبذل جهدها و أموالها في صراع مع مصر من أجل أن ينشق جنوب السودان،لتكريس عقيدة الإنفصال في شمال افريقيا.



إن وضع العصا في العجلة من طرف الجزائر،جعل جبهة البوليساريو تعيش أزمة حقيقية،فقيادتها أصبحت معزولة داخل مخيمات لحمادة،من خلال تسابقها حول الدعم الغدائي الذي تحوله إلى حساباتها الشخصية في الجزائر العاصمة،و ساكنة المخيمات ملت من هذا الوضع المأساوي،ودب اليأس في قلوبهم.فمحمد عبد العزيز ،المقبول من طرف جنرالات الجزائر،أضحى مرفوضا من طرف قاطني المخيمات.و حسب بعض التحليلات،فإن هناك تطاحنات داخل الجبهة،من قبيل بروز تيار "خط الشهيد" و بروز جيل جديد من الشباب الغاضب و المتأثر بالفكر الإسلامي الراديكالي،و أن نسبة كبيرة تريد العودة إلى الوطن،وهذا ما عبر عنه بجرأة "مصطفى ولد سلمى" قائد شرطة البوليساريو العائد مؤخرا إلى أرض الوطن،كما أن المحفوظ ولد بيبا،سفير الجبهة بواشنطن، الذي تقول تقارير إعلامية أنه قد يكون اغتيل داخل المخيمات ،لأنه كان يستعد للعودة إلى بلده المغرب . ويمكن أن نرد عدم وصول حل المغرب مع الجزائر و قيادة البوليساريو إلى عاملين أساسيين :



1-تحكم الجزائر في قيادة البوليساريو،لأسباب داخلية و جيوسياسية و استراتيجية.



2-العامل السيكولوجي لقيادة البولساريو ،لأنها قيادة حرب،و بالتالي لا يمكن أن تقدم على "تنازلات" في نظرها. و المغرب ما دام في أرضه عليه أن ينتظر بروز قيادة جديدة شابة،تؤمن بمصلحة الإلتحاق بالوطن الأم،و في إطار حكم ذاتي يضمن لهم تدبير شؤونهم السياسية و مواردهم الإقتصادية،و في إطار السيادة المغربية.



إن الطفرة البترولية التي عرفتها الجزائر لم تستغل في صالح تحسين الوضع المعيشي لبلد كثيرا ما اعتبر غنيا،و شعبه فقيرا،بل استغلت أموالها في شراء ذمم عدة دول ،لمعاكسة الوحدة الترابية المغربية، و تأليب ثلة قليلة من المغاربة ضد بلدهم،كما فعلت مع المغربية أميناتو حيدر،الكاتبة السابقة في المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان،و تسهيل السفر للتامك إلى تندوف ،التامك الموظف البسيط في السلم الخامس و القاطن بالجنوب المغربي ،والذي تم تنقيله إلى آزرو،وقلب الدنيا . وجارتنا الشمالية اسبانيا بدورها تحاول المس بوحدتنا الترابية ،من خلال تصارع الحزبين الغريمين اليميني و اليساري،حيث قامت مجموعة مكونة من عشرة كاطالنيين يمينيين موالين للبوليساريو،بوقفة أمام فندق بالعيون،حاملين أعلام الجمهورية الوهمية، و لولا الأقدار و حماية الأمن لما تعرضوا لما لا يحمد عقباه من طرف المواطنين.



إن الخطاب الملكي حسم في إعادة هيكلة الكوركاس،و الجيل الجديد داخل الأقاليم الصحراوية المغربية يريد أن يلعب دورا أساسيا في شأنه المحلي. و الدينامية السياسية الوحدوية في تطور،فيمكن أن نلاحظ أن هناك فريقين سياسيين مختلفين في كيفية تدبير الجهوية الموسعة أو الحكم الذاتي في الصحراء مستقبلا:



1. الفريق الأول يتزعمه السيد بيد الله الشيخ رئيس حزب الأصالة و المعاصرة ، و الذي يرى أن التدبير السياسي يجب ان يكون بأحزاب ذات بعد وطني.

2. الفريق الثاني الذي يتزعمه خليهن ولد الرشيد الذي يرى أن التدبير السياسي يمكن أن يكون بأحزاب جهوية.



إن المغرب في أرضه،و قيادة البوليساريو مع الوقت سيقع لها انقسام،و ستتشتت،لأن ساكنة المخيمات ملت من انتهازيتها،لكن يجب أخذ الحذر لأنها حركة مسلحة،و في حال استيائها يمكن أن تتحالف مع المنظمات الإرهابية،و ما وقع مؤخرا من خلال الإفراج عن رهينتين اسبانيتين في مالي من طرف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ،مقابل إفراج موريتانيا عن رجل من البوليساريو ليطرح أكثر من سؤال للعلاقة بين التنظيمين،و لماذا لم يستثمر المغرب الحادثة على المستوى الإعلامي !!!!!!! و الجزائر ستبقى متربصة باستقرار المغرب،لأنها تتسلح أكثر فأكثر،وعقدت صفقة مع روسيا تجاوزت 05 مليارات دولار،وقد تكون تمتلك صواريخ S300 الروسية المتطورة الصنع و التي تحوي أنظمة متطورة ،و تخشى واشنطن من تسليمها إلى إيران.و الصراع بين الرئاسة و الإستخبارات العسكرية في أوجه،و هذا ما بدا من خلال اغتيال قائد الأمن الوطني علي التونسي مؤخرا. و هذا ما يفتح الباب على مصراعيه بين الفرقاء السياسيين في الجزائر،الذين يمكنوا أن يلعبوا بورقة البوليساريو في صراعاتهم. و تجدر الإشارة إلى أن أمريكا في عهد الديمقراطيين لا تعتبر المغرب شريكا تقليديا،بل أن مصالحها العليا فوق كل اعتبار،خاصة مع تزايد الإقبال على البترول.و الولايات المتحدة تبحث على من يستضيف قاعدة أفريكوم التي تراقب الحركات الإرهابية في القرن الإفريقي و حوض النيجر و الصحراء الكبرى.



إن المغرب قوي باستمرار بناء و رص مؤسساته،و الجهوية الموسعة،أو الحكم الذاتي إجابة موضوعية على إعطاء أبناء المنطقة الجنوبية تسيير شؤونهم في إطار حكامة ترابية محلية،تستثمر الإمكانات المحلية،و في تضامن مع باقي الجهات المغربية.و هذا ما يظهر من خلال التحاق مجموعة من الشباب المغاربة الصحراويين الذين قدموا من مخيمات لحمادة،و هم مقبلون على دعم وثيقة مليون توقيع لدعم الحكم الذاتي،للمساهمة في بناء بلدهم. أما من يحلم ببناء دولة قزمية في عمق التراب المغربي ،فمآله مزبلة التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق